الملف السياسي

الملف الفني

الملف الاجتماعي

    الملف الاجتماعي يفتح ملف الامراض الجلدية ويبدأ بحب الشباب الامراض الجلدية مخاطر القلق النفسي والتوتر عند الشباب جب الشباب بين الخوف من تشويه البشرة والاثار الباقية




    يشكو كثير من الشباب مما يعرف من بين الامراض الجلدية بحب الشباب وهو مرض له مخاطره لانه يتسبب في تشويه البشرة والتوتر النفسي قالت الشابة ( ز- أ – م ) في رسالة بعثت بها الي الملف الاجتماعي انها عندما بدا علي وجهها حب الشباب لم تنزعج واعتقدت انه مرحلة عمرية تزول بالزمن حتى وصلت درجة انها لا تستطيع ان تقابل الناس وفضلت ان تبقى بالمنزل معتقدة ان من حولها ينظرون اليها باستغراب وقالت لو لا ان زيارتي لطبيب الامراض الجلدية كانت صريحة حيث حدثته بكل مخاوفي مما اعاني وكشفت كل المناطق التي تأثرت بحب الشباب كتفي وصدري مع انتشار شديد غلي وجهي بسرعة ولحسن حظي ان الطبيب قرر معالجتي بدواء ونصحني بشدة الا اتجاوز الجرعة المحددة لاي سبب وفعلاً قلت نسبة انتشار حب الشباب تدريجياً وقالت في نهاية رسالتها ارجوان تقدموا معلومات عن حب الشباب ونصحت الشباب بمقابلة طبيب الامراض الجلدية وفيما يلي نقدم هذه المعلومات :
    الامراض الجلدية حب الشياب
    حب الشباب مرض جلدي تهيجي أو التهابي، ناتج عن تغييرات في المسامات الجلدية والغدد الدهنية المصاحبة لها. حب الشباب الشائع يسمى (Acne vulgaris)، فالإفراز المفرط للزيوت من الغدد بالإضافة إلى وجود طبقة طبيعية من الخلايا الجلدية الميتة يسد المسامات. تتجمع الإفرازات الدهنية تحت المسامة المسدودة، مما يوفر بيئة ممتازة لبكتيريا Propionibacterium acnes للتكاثر والنشاط. وبالتالي يتهيج الجلد، منشئا منطقة متأذية. يظهر حب الشباب عادة على الوجه، الكتفين، الظهر وأعلى الذراعين ومعظم البكتيريا المسببة لحب الشباب لاهوائية. حبّ الشّباب أو العدّ مرض جلدي مزمن عبارة عن مجموعة عناصر التهابية جريبية يصاحبها سيلان زهمي (يتكاثر الزّهم بمناسبة نوبة البلوغ استجابة لـلإفرازات الهرمونية المذّكرة - إلى الزّهم يرجع لمعان البشرة - كما تصاحب نوبة البلوغ تغيّرات مهمّة للغطاء الدّهني وزيادة لقرتين الجلد).
    تجمّع لتكيّسات الخلايا البشرية الميّتة في المسامّ (تتأكسد القرتين ويسودّ لونها, وهو ما يعرف بالنّقط السّوداء).
    قد يقتصر الأمر غالبا على هذين العنصرين (سيلان زهمي وبعض التّكيّسات)
    العُدّ الشائع أو حب الشباب
    معالجة من حب الشباب
    في معظم الحالات تُغسل المنطقة المصابة بالماء باستمرار وتستخدام المضادات الحيوية حسب إرشادات الطبيب وبتالي فإن طرائق الوقاية تكون بالمحافظة على نظافة الجسم في الحالات الخفيفة يتطلّب الأمر عندئذ فقط تنقية للبشرة بصابون بلا رائحة يوميا واحتياطات غذائية تهمّ الحلويات والشوكلاته وعلاج الإمساك..
    * في الحالات المتوسّطة الشدة: يزيد عدد التّكيّسات وتتعفّن فتسمّى حطاطات, تصاحبها عواقب نفسانية, وندبات (بعد سنّ العشرين) قد يزيد من حدّتها تدخّل المصاب بالحكّ, علاجها يتطلّب زيادة على العلاج السّابق, مرديات وتنقية جلدية من لدن طبيب مختص
    * أما الحالات الخطيرة: فهي نادرة, تنتشر في الوجه والظّهر, تتميّز ببثورها الدّرنية وهي تكيّسات ضخمة تتداخل فيما بينها لتكوّن أنفاقا جلدية, لها دوما إسقاطات نفسانية واجتماعية, علاجها بالإضافة لما سبق, يتطلّب تدخّلا من لدن طبيب مختصّ لإزالة الأدران المستعصية وندباتها المشوّهة.
    حب الشباب يعتبر من أكثر الحالات الجلدية وروداً على عيادة طبيب الجلديه، ويتراوح أثره من مجرد إزعاج بسيط إلى تأثير مشوه ولكن الأثر النفسي وخصوصاً عند المراهقين يتجاوز بالأهمية الأثر الجسدي. يشيع وجود حب الشباب وخصوصاً في سنوات المراهقة (80 % من الشباب لديهم درجة ما من الحالة). يبدأ حب الشباب باضطراب تقرن الجلد (فرط التقرن الالتصاقي) مما يسبب انسداد الوحدة الشعرية الدهنية مؤدياً لتشكل زؤان مجهري، قد يتطور إلى زؤان كبير، وربما يصبح بؤرة لزيادة نمو البكتيريا وبالأخص جرثومة propionibacterium acnes وكذلك الالتهاب الموضعي inflammation مع زيادة في خلايا الدم البيضاء ويليه ظهور حب الشباب الحطاطي papular وحب الشباب البثريpustular وقد يحدث تضخم في الوحدة الدهنية الشعرية، وخصوصاً بتأثير الاندروجينات [وهذا يطرح تسأل مهم عن أثر التهيج الجنسي على حب الشباب بتأثيره على الاندروجينات} ومن ثم تطور العقد والكيسات.
    التشخيص
    قد تتكون الإصابة من زؤانات مفتوحة (رؤوس سوداء) أو زؤانات مغلقة (رؤوس بيضاء) أو حطاطات أو بثرات أو عقد أو كيسات. غالباً تكون الإصابة في الوجه وأحياناً في الكتفين والظهر والبطن. يجب اعتبار الأمراض الأخرى المشابهة لحب الشباب كالعد الوردي Rosacea وحب الشباب الستيرؤيدي.
    الوصف والتصنيف
    من الضروري وصف حب الشباب بشكل دقيق لاختيار العلاج المناسب ولمتابعة تحسن الحالة بعد تطبيق العلاج وينظر في :
    نوع الحب المسيطر (عقدي - كيسي - زؤان - حطاطي - بثري)
    عدد الحبوب (خفيف - متوسط - شديد - شديد جداً)
    العلاج
    يعتمد العلاج على العوامل التالية : أ - نوع الأفة المسيطرة ب - توزع الأفات ج - درجة معينة من التجربة والخطأ
    الغسل الخفيف مرتين يومياً باستخدام صابون خفيف أو غسول سائل من البنزوئيل بيروكسيد فيه كفاية
    ويجب تجنب الفرك الشديد للبشرة
    غالباً يتم استخدام الأدوية بشكل تراكمي (يوضع دواء جديد بعد القديم دون إلغاء)
    قد تستخدم الصادات الحيوية موضعياً أو فموياً للعد الشائع أو البثري بعد وصف الرتينؤيدات الموضعية التي وصفت بعد البنزويل بيروكسيد (مع التحذير المناسب من عدم تطبيق البنزويل بيروكسيد والرتنؤيد في وقت واحد)
    يتم سحب الأدوية عند التحسن بحسب ترتيب الإضافة الصاد ثم الرتنؤيد..
    حبوب منع الحمل :
    قد تستفيد بعض المريضات من استخدام حبوب منع الحمل الحاوية على مواد بروجستينية غير اندروجينية من مثل norgestimate أو desogestrel ويجب الانتظار 2 - 4 أشهر حتى يظهر التأثير
    البنزويل بيروكسيد : (صوابين - محاليل - هلامات)
    تستخدم مرة أو مرتين يومياً وتعتبر بداية جيدة للعلاج لكافة أنواع حب الشباب (بعض أنواعها يباع بدون وصفة) تتراوح عيارات المستحضرات من 2.5 - 10 % ويزداد جفاف الجلد كلما ازداد عيار المستحضر ولا يزداد التأثير المضاد للبكتيريا وتكون المستحضرات المائية عادة أقل جفافاً
    أفضل ما يعالج به الزؤان comedonal بالرتنؤيد الموضعي
    من مثل (tretinoin(retain-A و(adaplene(differin و(tazaroten(Tazorac تدهن بشكل خفيف قبل النوم ويبدأ بالعيار الخفيف ويزاد بالتدريج على مدى عدة أسابيع أو أشهر بحسب الحاجة أو تحمل المريض.
    من الشائع حدوث احمرار الجلد وتهيجه في بداية العلاج بالرتنوئيدات ويمكن تلطيف الحالة بتقليص عدد مرات التطبيق إلى مرة كل يومين أو ثلاثة أيام حسب ما يلزم.
    الهلامات المائية والمحاليل الكحولية أقوى تأثيراً وأشد إحداثاً للجفاف وهي المفضلة عند المرضى ذوي البشرة الدهنية وفي حالات فشل العلاجات بالكريمات (الرهيمات).
    لايجوز تطبيق الرتنوئيد بعد البنزويل بيروكسيد إلا بعد مضي 1 - 2 ساعة و السبب أن البنزويل بيروكسيد والرينوئيد في حال تطبيقهما معاً قد يسبب تهيج جلدي كما يتم إلغاء مفعول الدوائين. وممنوع الحك
    استخدام الصادات
    الحب الحطاطي والبثري يستدعي إضافة الصادات موضعياً أو فموياً اعتماداً على اتساع الإصابة وحسب تفضيل المريض
    الصادات الموضعية
    تطبق موضعياً مرتين يومياً بعد الغسل (باستعمال غسول بنزويل بيروكسيد) وتجفيف البشرة. يوجد للصادات أشكال عديدة (محاليل - هلامات - لوشن - مرهم - كريم) أنواع منها الإيريتروما 2 % والكلينداسين والتتراسكلين والسلفاسناميد ومنها حمض الأزيليك الذي يتمتع بخاصة حل الجلد المتقرن بالإضافة لتأثيره المضاد للبكتيريا لكن المرضى أصحاب البشرة الداكنة قد يحصل لديهم عند استخدامه نقص في التصبغ.
    و هو من أشد الأنواع ويسبب آثار جسدية ونفسية، يبدأ العلاج باستخدام حكيم للعوامل الدوائية السابقة الذكر وفي حال عندت الحالة على العلاج يتم استخدام ايزوترينون isotrtinion الفموي بنجاح ولا يجوز وصفه إلا في الحالات الشديدة والنكوسة والحالات العقدية الكيسية.
    هذا الدواء مشوه للأجنة بشكل كبير ويجب منع الحمل بشكل فعال عند النساء في سن الإنجاب طوال فترة العلاج. يستخدم الإيزوترنتون بجرعة 0.5 - 2.0 ملغ / كغ / يوم مجزأة على جرعتين ولمدة 16 - 20 أسبوعاً.
    من آثاره الجانبية : التهاب الشفة، الألم العضلي، الألم المفصلي، الرعاف، الجفاف xerosis، ارتفاع الخمائر الكبدية، زيادة الدسم في الدم، نفص البيض.
    و ينصح بالمناطرة الكثيفة (كل 2 - 4 أسابيع) لاختبارات الوظائف الكبدية وكذلك الشحوم الثلاثية والتعداد العام للدم CBC.
    بالاستخدام الأنسب يمكن أن يكون هذا الدواء فعال لتراجع كبير للحب أو زواله نهائياً وفي حال حدوث نكس غالباً ما تكون الحالة ألطف وتستجيب بشكل أفضل لعوامل دوائية أقل سمية سبق أن استخدمت.
    علاجات أخرى
    العلاج الضوئي: علاج حقق نجاحات جيدة في علاج حالات حب الشباب. أوضحت الدراسات أن 76% من البثور اختفت لدى 80% من المرضى بعد تلقيهم العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية. علاج آمن نسبيا ولكن ما زال البعض يتخوف من كونه قد يسبب التجاعيد على عمر أبكر من المعتاد.
    العلاج بالليزر: استخدم الحرق بالليزر سابقاً لعلاج آثار حب الشباب التي يخلفها على سطح الجلد، ولكن الباحثين وجدوا أن له قيمة علاجية أيضا حيث يقوم بحرق الغدد الدهنية في الوجه وبصيلات الشعر ويسبب تكون الأوكسجين داخل البكتيريا المسبب لحب الشباب مما يؤدي لقتلها.
    تثقيف المريض
    إن تثقيف المريض أمر جوهري لتدبير هذه الحالة المزمنة
    يجب أن يعرف المريض أن العلاج يحتاج عادة إلى 4 - 8 أسابيع قبل أن يلاحظ ظهور التحسن وأن الحب قد يزداد سوءً قبل أن يتحسن.
    حب الشباب تتم السيطرة عليه وليس شفاءه (ما عدا حالات نادرة)
    إيقاف الدواء من قبل المريض الذي يحصل عادة بمجرد ظهور التحسن سيعقبه خيبة أمل عند حدوث هيجان الحب بعد أسابيع - لا يجوز وقف الدواء أو انقاص جرعته إلا تحت الإشراف والمتابعة.
    قاعدة لمتابعة المريض
    فحص المريض كل 6 أسابيع حتى ملاحظة تحسن جيد وعندها يتم تخفيض عيارات الأدوية بحسب احتمال المريض.
    فرصة جيدة لعضو الرعاية الصحية
    غالباً ما تكون مشكلة حب الشباب أول مشكلة تلجأ الشاب لتحمل مسؤولية صحية بشكل جدي وزياراته للطبيب والصيدلاني فرصة لمتابعة مسؤوليات صحية أخرى عبر توجيه مناسب للتدخين والكحول والممارسة الجنسية الخطرة والمخدرات وغيرها من الأمور.

    النشالون خبرات متراكمة وتطور فى الوسائل
    موظف : يجب على الجهات المسؤولة مراقبة امكنة الازدحام
    طالبة جامعية : ضحكنا على سذاجتنا وغضبنا على توفر حسن النية في الشخص الخطأ
    النشل ظاهرة من الظواهر السالبة التي تمددت في الفترة الاخيرة بشكل خطير وقد ساهمت الظروف الاقتصادية بشكل فاعل في تفشي الظواهر السالبة لكن التفكك الاسري وعدم الرعاية هي الاسباب الاساسية في ظاهرة النشل وفي السابق كان النشل يحدث بصورة نادرة اما الآن فقد انتشر و نجده باشكال مختلفة وقد يكون النشال عكس ما تتوقعه فيمكن ان يأتيك بزي جميل ويقوم بغدرك وانت في حالةغفلة تامة عنه فعادة ما يكون ضحية الناشل او النشال في حالة سهو تام او ان يكون مشغولا بالبحث عن مواصلات او سلعة او أي ظرف اخر فيجب الانتباه .
    النشال ذكي
    (النشال) ذكي ويمكن ان يفوق الطبيب النفسي في قراءة الوجوه وهو ايضا ذو حاسة نادرة بما يجول بالاذهان بالاضافة لذلك يمكن ان يتحرك النشالون في شكل مجموعات اثنان او واحد للالهاء والثالث صاحب الضربة القاضية خصوصا اذا كنت تحمل مرتبك الشهري، لذا يجب ان تسعى كل الجهات المسؤولة لتدراك هذه الظاهرة والحد منها بقدر المستطاع للمساهمة في تنقية المجتمع من هذه الظواهر السالبة التي قد تكون خصما علينا وعلى سمعة مجتمعنا وهو يعد من المجتمعات الراقية والنزيهة مقارنة مع بعض المجتمعات
    تحقيق : رحاب عبد الله ابو قودة
    من هم النشالون ؟
    تكررت احداث النشل في مواقف البصات والحافلات واماكن التجمع والازدحام وفي المساجد خاصة في مناسبات عقد القران ويكون المستهدفون اهل الزوج والزوجة لانشغالهم بتلقي التهاني والنشالون مجموعات بعضهم يدخلون الايادي في الجيوب وبعضهم يقطعون الجيوب بامواس طولياً والبعض الاخر عرضياً ومنهم من يقفون عند (الاستوب) وفي هذه الحالة يكون العمل ثنائياً احدهم يتحدث اليك عن ان تنك العربة مفتوح او اللستك نازل والثاني يأخذ المحفظة او الهاتف السيار ويهربان كل واحد الي اتجاه . ومن الطرائف ان احد الاصدقاء وهو يعبر كبري النيل الازرق وكان الطريق مزدحما بعد عبور الكبري وهو يتحدث في هاتفه السيار مخالفاً للقوانين لانه كان متوقفاً فجاء من خطف منه الهاتف وانهى المكالمة واغلق الهاتف والقي بالشريحة وصاحبنا ما زال يضع يده على اذنه غير مصدق ان هاتفه فارقه الي الابد .
    الشرطة تبذل مجهوداً كبيراً للحد من نشاط النشالين ولكن لتعدد خبراتهم وتجاربهم , وغفلة الناس وتهاونهم لا يعدمون صيداً ورغم تنبيهنا هذا فان آخرين سيقعون في المصيدة اليوم وغداً
    (اخبار اليوم) تنقل تجارب بعض من وقعوا في المصيدة وفي التحقيق والبحث عن هذه الظواهر السالبة اجرينا هذه اللقاءات وتلتقي نشال تائب
    نشال صغير السن
    قالت الموظفة تهاني عبد الرحيم ظاهرة النشل في الفترة الاخيرة اصبحت منتشرة في محطات المواصلات وبكثرة فقد كنت مع اختي في الاسبوع السابق لشراء بعض الاشياء التي تخص المنزل وفجأة ومن غير انذار وانا افتح حقيبة اليد يأتي شاب لا يتجاوز الـ17 عاما ويقوم بنزع الحقيبة من يدي ويولي هاربا بكل ما نملك من مال بالاضافة الى ان الحقيبة تحوي الكثير من الاشياء المهمة من اوراق ثبوتية وموبايل وغيره من الاشياء التي تخصني وبعد ذلك بحث كل افراد الاسرة ولم اجد شيئا. وعلى ما يبدو ان الخطة التي يتبعها النشال مدروسة قبل القيام بعملية النشل ونصحني الكثيرون بفتح بلاغ ولم اقم بهذه الخطوة بل ذهبنا الى المنزل بعد مساهمات اهل الخير في الموقف فلابد ان يكون هناك علاج لهذه الظاهرة.
    ضحكنا علي سذاجتنا
    اما نهى عبد الرحمن طالبة جامعية فقد بدأت حديثها وهي ضاحكة وكأنما تتذكر موقفا مضحكا وقالت : كنت انا وصديقاتي وفي رجوعنا الى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي وجدنا زحمة شديدة في المواصلات وقام شخص بالدخول الى الحافلة في هذه الزحمة واشار لنا بأن يحجز لنا بحقائبنا حتى يستقر الناس في مقاعدهم وبعدها نجلس وقد كان فقمنا بالفعل واعطيناه الحقائب الثلاث واذا به يعطيها لشخص اخر بالشباك الخارجي وبعدها خرج وقال لنا حقائبكم في المقاعد الخلفية ولما دخلنا وجدنا المقاعد مليئة بالجالسين ولم نجد الحقائب ولم نجده وقد ضحكنا على سذاجتنا وغضبنا على توفر حسن النية في الشخص الخطأ.
    خطف بالموتر
    الموظف عادل التوم ابتدر حديثه وهو يطبق كفا بكف وقال كانت معي زوجتي وابنتي الصغيرة التي تبلغ من العمر خمسة اعوام وكنا في طريقنا الى الطبيب لأن الصغيرة مريضة وتشكو من بعض الالام واثناء وقوفنا على حافة الطريق في السوق العربي اذ بشخصين يقودان موتر يقومان بنزع الشنطة من يد زوجتي ويوليان هربا وقد اندهشت لهذا الوضع وحزنت زوجتي كثيرا لان كل ما تملك من حلى ذهبية ومال كان في تلك الحقيبة وقد عوضنا رب العالمين فيما ذهب بغفلة لكن يجب ان تنتبه الجهات المسؤولة من القوات النظامية لهذه المواقف خصوصا في مواقع الازدحام للحد من هذه الظاهرة المخيفة التي اصبحت في تطور يوما بعد يوم.
    العفش داخل البص مسؤولية صاحبه
    خالد عبد الوهاب سائق حافلة قال تمر علينا الكثير من حوادث النشل اثناء عملنا في السوق وخارجه وفي يوم من الايام اسمع صوت امرأة تأمرني بالوقوف وتقول ارجع الى المحطة السابقة فقد وضعت حقيبتي بالشباك لادخل الحافلة واجلس وعندما جلست لم ار الشخص الذي اعطيتها له و رجعت للمحطة ولم تجد المرأة حقيبتها لانها تعرضت لحادثة نشل من الدرجة الاولى ولم تلاحظ للشخص الذي سلمته الحقيبة لهذا كتبنا عبارة العفش داخل البص مسؤولية صاحبه لنتفادى المسؤولية عند السرقة والنشل.
    واحد ينشل واثنين للمخارجة
    النشال التائب (م - ع) انا يا ابنتي كنت في السابق اقوم بالنشل وقد هداني الله لان الذي يأتيك بعذاب الناس لا تستمتع به وقد كنت اقوم بالنشل في مواقع الازدحام وكان معي اثنان وعندما انشل الحقيبة اعطيها للثاني (وهو يخارجها بمعرفته) او يحدث العكس واحد ينشل واثنان للمخارجة وعند عملية النشل يجب دراسة (السكة) وبعد التأكد من هذا ايضا يجب ان نتأكد (مافي هوا) يعني مافي شرطي قريب بعد ذلك يمكنك النشل بالاضافة الى دراسة الضحية فيجب ان تكون المخاطرة ذات قيمة فيجب ان يكون الشخص يحمل الكثير من المال واغلب الضحايا من النساء لانهن لا يستطعن الملاحقة وهي تحتاج لزمن طويل لتعرف لذا يسهل نشلهن.
    ومن المواقف الطريفة التي اذكرها نشلنا (فارة) امرأة وكانت تبدو عليها الراحة وقد اخرجت مبلغا كبيرا واشترت بعض الاشياء الصغيرة من الصائغ وعندما قمنا بنشلها وجدنا الحقيبة لا تحوي شيئا سوى بخرات من الشيخ ورقة بدون قيمة ومشط وفرشاة للشعر وقد اختلفنا بيننا وبدأنا بالخلاف فالكل يتهم الاخر بانه خائن لان الشنطة تمر بثلاث مراحل اثناء (الجري) الهروب.
    ونحن في النشل نمر بمراحل اولا الضحية وبعدها المتابعة ودراسة الطريق لكن في النهاية ربنا تاب علينا وبدأنا في العمل والحمد لله الامور تسير ما يرام.
    تهذيب غريزة حب التملك
    قالت زهرة اسحاق - معالج نفسي ان النشل هو اسلوب من اساليب السرقة وهو ما يسمى لدينا اضطراب نفسي وهو مكتسب من اسلوب التربية وهو عادة ما يبدأ بأخذ اشياء الاخرين وفي الروضة مثلا نجد الطفل المصاب بهذا النوع من الامراض النفسية يسحب لعب الاطفال وسحب اشياء من الجيران ويمكن في البداية يكون سلوكا طبيعيا لان الطفل في الفترة الاولى لا يدرك الفرق بين الملكية التي له او ملكية غيره مدفوعاً بغريزة (حب التملك ) ويكون مثلا نوعا من الاستهواء باخذ نقود او حلوى لكن عندما لايتدارك هذا السلوك وتهذيبه وخصوصا من الابوين والمعلمين في رياض الاطفال والمدارس تصير ممارسة السرقة او النشل امراً طبيعيا وايضا هناك سبب اساسي في تغيير طبيعة الشخص وتحوله الى نشال او سارق فالبيئة لها اثر كبير وفاعل فيمكن ان يتعلم برؤيته للوالدين اذا كان احدهما يسرق او ينشل وبعد ذلك يكون مثله ويبدأ في تطور هذا السلوك ويبدأ احترافه وايضا يمتلك مهارات عالية لممارسة هذه العادة فتجده من ذوي القدرات العالية لتحديد الهدف والقضاء على الفريسة وهو من الاشخاص الذين يمتلكون الانتباه العالي والتركيز والسرعة والدقة وكما ذكرت النشل هو نوع من الاضطرابات يسمى (انحراف اخلاقي وهو سلوك ضد المجتمع وهو التلذذ بعذاب الغير.
    سعد اسحق - المحامي
    تعريف السرقة لعام 1991 ق ج يعد مرتكبو جريمة السرقة من يأخذ بسوء قصد مالا منقولا مملوكا للغير من حيازة شخص دون رضائه ومن خلال التعريف نجد النشال يأخذ بسوء قصد مالا منقولا مملوكا للغير ومن حيازة شخص دون رضائه وعقوبة السرقة الحدية اذا بلغت النصاب تكون العقوبة القطع حدا اما اذا لم يبلغ النصاب تكون العقوبة السجن لمدة 7 سنوات كما يجوز معاقبة الجاني بالغرامة او الجلد فيما يتجاوز 100 جلدة وهذه السرقة غير الحدية النشال غير مأذون له بدخول الحرز (الجيب).

    عشان غيرك مبادرة أدهشت الجميع






    الخرطوم اخبار اليوم
    وسط حشد كيبر دشنت مؤسسة ريحة البن الثقافية ومجموعة السودانيين الغنائية وبمشاركة الشاعر نعيم علي وفرقة سودان روتس الغنائية مهرجان “ عشان غيرك” بالتعاون مع منظمة أنا السودان يوم أمس السبت بالقرية التراثية، وشهد المهرجان عدداً من الفقرات، الشعرية والغنائية، شرفه بالحضور وزير الثقافة بولاية البحر الأحمر الأستاذ الصادق المليك والدكتور محمد محي الدين الجميعابي رئيس منظمة أنا السودان و والدكتور المسرحي علي مهدي، ولفيف من الشعراء والموسقيين .


    فكرة عشان غيرك :
    جاءت هذه الفكرة من رحم المبادرة بين مؤسسة ريحة البن الثقافية ومجموعة السودانيين الغنائية لمساعدة المحتاجين، وقد كان الإتفاق أن تكون فئات الدخول لحضور المهرجان « الملابس المستعملة» وتوزيعها على المحتاجين بالتعاون مع منظمة أنا السودان، هذا المبادرة لقيت في اليوم الأول من إطلاقها تجاوباً كبيراً من خلال عرضها على موقع « فيس بوك»، هذا التجاوب شجع فرقة سودان أنعكس على حضور المهرجان بالقرية التراثية والتي أحتشد مسرحها بالحضور، الذي كان فاكهة المهرجان.
    بداية المهرجان كانت مجموعة ريحة البن الثقافية والتي قدمت فقرات وقراءات شعرية نالت إستحسان الحاضرين، وسط تجاوب كبير لما قدمته هذه المجموعة والتي تأسست في العام 1999م، كمنتدى بجامعة الجزيرة أسسه المهندس محمود الجيلي صلاح الدين وكانت تضم من شعراء جامعة الجزيرة، في العام 2004م إنتقل نقاش المنتدى إلى شارع النيل الخرطوم وفتح أبوابه لمختلف الشعراء الشباب حتى توج ذلك ببرنامج ريحة البن على شاشة قناة زول في العام 2011م، وهو البذرة الأولى للجيل الجديد والثمرة الناضجة لتطور الإعلام والبرامج التلفزيونية من خلال الطريقة التي يعرض ويقدم بها كيفما يحب الجمهور من المشاهدين والمتابعين، متضمنا التشويق والإثارة والموضوعية واللطافة في الإعداد والتقديم. يقوم هذا البرنامج على أساس شبابي مكون من نخبة مميزة من الشعراء الشباب والذين يمتلكون قاعدة جماهيرية واسعة وحضورا فاعلاً بين الأوساط الأدبية، مؤكدين من خلال هذا البرنامج أن السلم الثقافي ما زال صاعداً، وأن النبع الأدبي لا يزال يروي عصب الثقافة وروح المجتمع، وكل ذلك يبدو واضحا من النصوص والقصائد الشعرية التي تقدم في كل حلقة بعيدا عن التكرار والملل، صابغين ذلك الإبداع بروح أخوية واضحة وبمصداقية وغيرة حقيقية على الإبداع الوطني، وتظهر تلك الروح مزينة مجملة في تلقائيتها وبساطتها في طرح مفرداتها بعيداًً عن التكلف واصطناع البلاغة من جهة، وبعيدا عن الفوضوية والعادية المنفرة من جهة أخرى، فتشق طريقها بتنظيم وترتيب ملحوظين . يقوم البرنامج على المشاركين الثابتين من الشعراء الشباب أو من نسميهم ب»حبات البن» وهم اللذين ينتمون إلى مدارس وأسر شعرية مختلفة من المستويات العليا توضح الإختلاف والتفاوت والتنوع في الذوقية المقدمة. إضافة إلى ضيوف خفيفي الظل وعريضي الإنجازات من ذوي الأسماء المعروفة التي مدت الشارع الثقافي بالكثير من مواهبهم. كما يتم غالبا تخصيص حلقات لمواضيع معينة، مهمة، متفردة، حيوية. ويتم اختيار اسم للحلقة تدور حوله القصائد المقدمة متناولة إياه من عدة جوانب تشكل في النهاية الكمال والتكامل. والعام 2012م بثت قناة النيل الأزرق برنامج « ريحة البن» كسهرة أولى شهد البرنامج طفرة نوعية من حيث الأداء والإخراج، ساهم كل هذا المجهود في أن يظل برنامج « ريحة البن» الأول على البرامج المعرض في شهر رمضان وحسب تصنيف ملتقى الإعلاميين السودانيين على الإنترنت .
    الفقرة الثانية من المهرجان قدمتها فرقة « سودان روتس» وكان عبارة عن لونية غنائية مميزة من خلال عدد من الأغنيات الأجنبية والأغنيات الممزوجة بالطابع السوداني، والتي جاءت مشاركتها إضافة نوعية للمهرجان، من حيث التنوع في الإيقاعات والشعر والتراث .
    الفقرة الثالثة كانت مشاركة من أطفال « منظمة أنا السودان» حيث عبرت تلك المشاركة على تنوع التراث السوداني من أقصى الشمال إلى إيقاعات غرب السودان وشرقه وجنوبه القديم، وشكلت تلك الفقرة أصالة الإنسان السوداني الذي يعتز بثقافته وتنوع إيقاعاته، حيث حظت تلك الفقرة بقبول الحاضرين ..
    القفرة الرابعة كانت خلاصة المهرجان وختامه الذي وقع على دفاتره « فرقة السودانيين» الغنائية بقيادة الأستاذ ممدوح طاهر فريد والمهندس طريف تاج السر والفنانون « أمير بابكر ومحمد فيصل الجزار وياسر عثمان»، حيث عطرت المكان بلونية متفردة من الغناء السوداني، تلك الفرقة التي تمتلك رصيداً غنائياً إيجابياً في مسيرة الأغنية السودانية الحديثة، بتنوع الأصوات وتعددها، فكانت فقرتها لوحة غنائية رائعة رسمتها على الحاضرين .
    تخلل الفقرات قراءات شعرية منفردة للشعراء محمود الجيلي « ود مسيح و الهمباتي» وأيمان متوكل وإسلام النحاس، وكلمة للدكتور الجميعابي الذي أضاف بأن المكان متاح لجميع النشاطات الخيرية، التي تهدف إلى تقديم الدعم للمحتاجين.
    وشكرت مؤسسة ريحة البن الثقافية وفرقة السودانيين، أصحاب المبادرة كل الذين شاركوا فيها قاطعين العهد أن يواصلوا هذا النهج الذي يصب في أسعاد جميع فئات الشعب السوداني، ومن ضمنهم المحتاجون والفقراء، جديراً بالذكر بأن قناة النيل الأزرق قامت بتغطية المهرجان وعددا من وسائط الإعلام المختلفة .

    (النظام يريد) اقبال جماهيري غير مسبوق
    الخرطوم : الملف الفني
    تواصل مسرحية (النظام يريد) عروضها اليومية على خشبة مسرح قاعة الصداقة وسط اقبال جماهيري غير مسبوق.
    ووصف مخرج المسرحية الفنان ابوبكر الشيخ الحشود الجماهيرية بأنها تعبر عن عشق الشعب السوداني للمسرح وان الاعمال المسرحية السودانية قادرة على الابداع واعادة الجمهور مرة اخرى الى صالات المسرح.
    يذكر ان النظام يريد فكرة الكاتب الشاب اشرف بشير وتأليف الاستاذ مصطفى احمد الخليفة. تمثيل محمد نعيم سعد - جمال عبد الرحمن - فيصل احمد سعد وسامية عبد الله - وسحر عبد الله موسى واخلاص نور الدين وكوكبة من شباب الدراما والمسرح بمشاركة اشعار خالد شقوري وغناء المطربة انصاف مدني.

    فلق الصباح
    حاتم الجميعابي
    Stu_su99@yahoo.co.uk

    (1)
    مهرجان»نقطة ضوء» الأول للفنون، «الدورة الاولى «، والذي كان مسرحه كلية المشرق للعلوم والتكنلوجيا بشمبات والذي أقيم في مارس الماضي، هدف إلى الارتقاء بالفنون بمختلف انواعها، وخلق جسور من التواصل بين الطلاب و قنوات الفنون المختلفة.وتمكين الطلاب من الاطلاع على اعمال فنية عالية فى المستوى والمضمون ونشر ثقافة الصورة والسينما والفنون المختلفة بالكلية، وخلق حدث يسمح للشباب بالالتقاء ببعضهم وتبادل شغفهم في شتى ضروب الفنون كالتصوير والتشكيل والكاركتير والسينما،وبناء جسور ثقافية وفكرية بين السينمائين والمصورين والتشكليين، تشجيع المواهب الجديدة، وتكريم الرواد والمتميزين فى قنوات الفنون المختلفة. وشهد المهرجان مشاركة مجموعة المصورين السودانيين، تلك المجموعة التي ولدت عملاقة وهي ثمرة لجهود كبيرة ومضنية توجت بإنشاء هذه المجموعة التي تنشط بصورة واسعة في مجال الصورة والتوثيق لأحداث مهمة تساهم بالتعريف بالسودان وتراثه، كما شارك أيضاً في المهرجان معهد جوتة متمثل في سودان فلم فاكتوري ومجموعة من الفنانين التشكيليين المحترفين منهم (شرحبيل احمد وعصام عبد الحفيظ ، خالد حامد ، معاوية ابوالقيس )، بالاضافة الى مشاركة الكاريكاتيرست طلال الناير ).
    فكرة المهرجان جاءت وحسب القائمين على أمره أن «مجموعة من الطلاب يجمعهم شغف السينما والتصوير الفوتغرافى والرسم. قرروا ان يقيموا مهرجانا سنويا بكليتهم لتحقيق الأهداف السابقة الذكر».. مهرجان هذه السنة إقتصر على مؤسسات ومجموعات وافراد من داخل السودان ..على امل ان تكون الدورات القادمة بمشاراكات خارجية من مختلف دول العالم ..
    حيث شهد المهرجان عرض العديد من الافلام القصيرة التي انتجت بواسطة سودان فلم فاكتوري منها فلم ( مونيكانا ) للمخرج عمار درار بالاضافة الى عرض فلم ( احلام عاطل ) والذي وجد العديد من الاشادات من الحضور وهو من اخراج عبدالله البشير ، وشاركت في الحفل فرقة سودانيز باند الغنائية .
    التهنئة موصولة إلى طلاب كلية المشرق للعلوم والتكنولوجيا على نجاح هذه المنشط الكبير والذي شهد حضوراً متميزاً على مدار يومي الأربعاء والخميس، وهي مبادرة تستحق التقدير والإحترام والثناء، فقد بذل فيها مجهود كبير جداً، ونتمنى أن الدورة القادمة نموذجية بكل المقاييس وإكتشاف جوانب القصور التي شهدتها الدورة الأولى وبداياتها المبشرة وأن يزداد الوعي الشعبي بأهمية الصورة والتشكيل وضروب الفنون الأخرى، وتحية أخرى لمجموعة المصورين السودانيين على هذا الجهد المبذول والحراك الكبير الذي تقوم به خدمة لأهدافها التي تسير قدماً في طريق تحقيقها.
    (2)
    أستضاف برنامج «مساء الجمعة» على شاشة قناة النيل الأزرق الممثلة في إحدى حلقاته الأستاذة سمية عبد اللطيف برفقتها الأستاذ الناقد والصحفي الأستاذ سعد الدين إبراهيم، وتناول البرنامج في إحدى فقراته أفتتاح الموسم المسرحي، الذي أفتتح في نهاية شهر فبراير، تحدثت فيه سمية بحسرة بالغة لعدم تقديم الدعوة لها لحضور إفتتاح الموسم المسرحي، وهي من أفنت قرابة (22) سنة في خدمة المسرح والدراما السودانية، ويعد ذلك تجاهل كبير لقامة فنية ساهمت بصورة كبيرة في تقديم عدد مقدر من الأعمال المسرحية، فمساهمت سمية لا تخطئها العين في شتى ضروب المسرح، بالتالي ومن باب رد الجميل لها تقديم الدعوة لها لحضور إفتتاح « أبو الفنون» ولكن دائماً ما تسقط أسماء لامعة في خضم معارك المصالح، وأعتقد أن ما تم قد تم بوعي من تلك الجهة المشرفة على إقامة مثل هذه المهرجانات، سواء كانت وزارة الثقافة الإتحادية والولاية وشريكها الأصيل المسرح القومي، فمسيرة سمية عبد اللطيف وتجربتها لا يمكن أن تسقط وهي من وهبت نفسها إلى خدمة المسرح طوال الفترة السابقة، بالتالي يجعل هذا الحدث، وما تم من خلاله عرضه للتشكيك في نواياه ففعاليات ونشاط المسرح القومي لابد أن تستوعب كل من ساهم إيجاباً لربط الحاضر بالمستقبل بالإستناد إلى الماضي وتجاربه الثرة التي شكلت سمية عبد اللطيف جزءً كبيراً منه.
    الحسرة التي تحدثت بها سمية في البرنامج يعكس إنتماءها لهذا الكيان ويعكس مدى صميمية العلاقة بينها وبين المسرح، فتجاهلها من قبل القائمين على المسرح والوسائط الإعلامية، يعد تجاهلا كييرا لماضي وحاضر المسرح ولشخصية طالما عبرت بصدق عن هذا البلد بمكوناته الثرة، ويثير قضية ظللنا نتحدث عنها بإستمرار وهي أن يلقى المبدع في السودان التقدير من الجهات الرسمية في كل الفعاليات التي تتعلق بوسطه ومحيطه، كنوع من رد الجميع، فالتفاني في الإبداع لا يقدر بالتجاهل مهما كانت الظروف، ورغم عن ذلك كله حضرت الأستاذة سمية إلى المسرح القومي لتقول أنها « موجودة» رغماً عن أنف من أسقطتها، لتشهد إفتتاح الموسم المسرحي، كم هي عظيمة المرأة السودانية بوعيها وحضورها في شتى الفعاليات وكم هي قوية في مقارعة الصعاب .. لكِ التحية والتقدير التي بخلت به الدولة لإبنتها» سمية» به، ومتعك الله بالصحة والعافية، نتمنى أن تعود سمية رغم الحسرة والألم إلى معانقة التمثيل والمسرح من جديد وأعتقد بأن جمهورها ومحبيها في شوق لها ..
    آخر العنقود:
    عشانك انتا
    قبل شان غيرك
    يزيد خيرك
    يفيض يغمر
    صغار طيرك
    تسوى نغم
    يبراك انت في سيرك
    تعال شاركنا بي شيرك

    عصافير الفنون
    التصريحات العدائية
    فنان كبير اعتبر التصريحات العدائية بين عدد من المطربين تأكيد للفراغ العريض في الساحة الفنية بعد رحيل رموز الابداع الجماهيري (الحوت - وردي - زيدان) وانقطاع البعض عن الاعمال الجديدة.
    عودة الشمس
    نجاح الشاعر الغنائي ورجل الاعمال المعروف في الصلح بين صديقه الشاعر والمطرب المشهور واعادة المياه الى مجاريها بعد خصومة تجاوزت الـ3 اعوام غابت فيها شمس الصداقة.
    فتح الباب امام عودة عشرات الاغنيات التي كانت محجوبة وجرى تبديل ألحانها بكلمات اخرى جديدة.
    الخيار والفقوس
    درامي شاب قرر الاطباء سفره للخارج لاجراء عملية جراحية دقيقة ومكلفة يعيش حالة من الاستياء بسبب تجاهل عدد من المؤسسات الابداعية التي عمل لها وسياسة (الخيار والفقوس) تمارسها السلطات في التعامل مع المبدعين.
    خلافات جديدة
    المطرب الشاب القادم من ولايات الوسط يستعد للدخول في خلافات طويلة مع عدد من الشعراء والملحنين الشباب على خلفية سوء معاملته مع احد الشعراء.
    مأساة الوسط الفني
    الطريقة التي تعاملت بها المطربة إياها مع احد اعضاء فرقتها الموسيقية كشفت عن حقيقة المأساة التي يعيشها الوسط الفني والظلام الدامس الذي يغطي (قلوب البعض).
    العرجاء لي مراحها
    المذيع الكبير ينتظر ان يعود ويتفرغ للعمل في قناته الفضائية بعد ان توقف نشاط القناة التي يراسلها في (الخرطوم) وتحويل محتويات المكتب الى دولة اخرى.

    أخبار النجوم
    ابو عركي في القرشي
    الفنان الموسيقار ابو عركي البخيت يعود الى جماهيره بحفل جماهيري كبير مساء يوم غد الخميس بحديقة القرشي بالخرطوم 3.
    عقد الجلاد في المسرح القومي
    مجموعة عقد الجلاد الغنائية عادت امس من مدينة كسلا بعد ان احيت حفلا جماهيريا باستاد كسلا ضمن فعاليات مهرجان السياحة بالولاية وتستعد لاحياء حفل خيري مساء الخميس بالمسرح القومي بام درمان.
    جمال حسن سعيد أعمال جديدة
    الممثل الكوميدي جمال حسن سعيد اكمل استعدادته لتصوير اعمال تلفزيونية جديدة لتقديمه خلال شهر رمضان القادم.
    الطيب صديق يعود من بلجيكا
    المخرج التلفزيوني الطيب الصديق عاد من بلجيكا بعد زيارة استغرقت (اسبوعا) شارك فيها الجالية السودانية هناك عددا من الفعاليات.
    سلامات عبادي محجوب
    المخرج التلفزيوني عبادي محجوب لزم سرير المرض بمستشفى النيل الازرق بام درمان واجرى عملية جراحية ناجحة ويتلقى العلاج وسط دعوات الاهل والاصدقاء والزملاء.
    كدسة يتماثل للشفاء
    المخرج الدرامي التلفزيوني حسن احمد عباس (كدسة) بدأ يتماثل للشفاء بعد ان اجرى عملية (مسطرة) في رجله اثر حادث مرور تعرض له الاسبوع قبل الماضي بشارع النيل بام درمان قبالة قناة الخرطوم الفضائية.

    سباق محموم
    لكسب رضاء الشركات
    القنوات الفضائية السودانية برامج تتجاوز (العقول) الى (البطون)!
    الخرطوم : الملف الفني
    مع اقتراب موعد شهر رمضان المعظم تشهد اروقة القنوات الفضائية السودانية تسابقا (محموما) لكسب رضا المعلنين والظفر بأعلانات ورعايات تغطي تكاليف انتاج البرامج والسهرات باي ثمن على حساب ذوق المشاهدين.
    وتعاني اللجان الفنية المختلفة التي تجتمع وتنفض يوميا من (تصورات) ادارة التسويق والاعلان في كل المؤسسة والتدخلات (المخيفة) في مضمون البرامج وتحويل مسار رسالته بالاعتماد على طرق ووسائل تخاطب (البطون) لا (العقول).
    وشكا عدد من المعدين والباحثين في عدد من القنوات الفضائية السودانية من شروط الرعاية التي تضعها ادارات القنوات في كل الاعمال والبرامج الجديدة.
    وقالوا ان المال وحده هو الذي يتحدث في (البرامج).
    ان التخطيط البرامجي ينطلق من التجار والسماسرة وان الادارة الاهم في القنوات اصبحت ادارة الانتاج التجاري ومناديب الاعلانات.
    وتوقع مراقبون ان تسيطر (السلع) على معظم افكار البرامج والمنتجات التلفزيونية بعد ان اصبح رضا المشاهد في ذيل قائمة الاولويات.

    نال الدكتوارة الفخرية من كلية الفنون
    شرحبيل احمد يعود من جولة فنية اوربية
    الخرطوم : الملف الفني
    الموسيقار الكبير الاستاذ شرحبيل احمد عاد الاسبوع الماضي من جولة فنية شملت عددا من البلدان الاوربية من بينها بلجيكا - هولندا و بولندا كان سافر إليها بدعوة من الجاليات السودانية هناك شاركه فيها المطرب المهاجر في امريكا عمر بانقا.
    يذكر ان شرحبيل منح الدكتوراة الفخرية من جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا (كلية الفنون) تقديرا لاسهاماته المقدرة في مختلف مجالات الفنون خصوصا الفنون التشكيلية التي عبرت عنها لوحاته ورسوماته المتعددة ومعارضه المصورة التي طاف بها معظم البلدان العربية والاوربية والافريقية.

    إلفه
    عاطف شمبات
    (1)
    كطفل توفت امه للتو وهو ينتظر ان تلوح اطراف ثيابها من بعيد ليهرول في شوق لا يخلو من حاجة.. لتسكن هواجس طفولته .. وينعم بحضن يدثره من خيبات زمان قاسٍ قبل ان يدرك له معنى ..
    الكل من حوله يصبره علي عودتها من مشوارها الابدي .. فقط عليه بالصبر .. يكبر فتبكر هواجس عدم وجودها والامان .. يجلس ليرتق فقدها بينه .. هو كذلك ما يحكيه لي نزيف احشاء .. تتشرد مشاعري ويضيق جسدى على انفاسي .. انظر الي في داخل إطار صورة عُلقت على الحائط الموازى لمللي .. أنظرنى بشيء من الضيق .. نبضي على الحائط ينخر طوبة .. فجأة يتسع ثقب من خلف الصورة .. ثم هواء يرمي بالإطار .. اقوم فزعاً يلملمنى ..واغفو ... علها الابدية !!!!
    (2)
    للموت رائحة نفاذة تستنشقها من مساحة اربعين يوماً .. في تلك المسافة التي قطعت لاصل الي قبري شممت روائح حيوات اخريات .. لم تكن من بينهم .. ولكنها الحياة تجبرك على استطعام كل ما لم يراق لك من عطور .. اذاً انى حي ..
    وسوف ادعك تموتين الان بسلام .
    (3)
    والارض من حولي تصرخ .. يتجمع في قبضه يدي الفراغ ألوح للسماء بالاخري في حركة دائرية منتظمة .. أكاد لا اراها من سرعة الحركة .. اتعرق فيضان من اللا شيء .. فيغمر شيء .. أتحسس لوعتي اسمع صوت يهتف في سري لم أتبين ملامحه من خلف ظلي .. اركض في وعي .. مدت لي يدها بإصرار لإنقاذي .. حينها تذكرت قلبي قد وقع في إحدى عثراتي .. وقفت متمتماً .. الرجوع ..جذبتنى برفق من لهفتى الي أن تجاوزنا الخط الفاصل .. بعدها لم اعِ الا وانا في جسد ضيق .. وفي احدى يداي كرة للبلياردو ..
    إلفة :
    وكنتِ انين اللحظة..
    وكُت متماسك..
    وكانت كل الدنيا مناسبك
    وكل فروضى عليك مقاسك..
    اشيلك شهقه شوق...
    أزفر عطر انفاسك..
    إتوضيتك الحق فرضك
    مغرب وكت إحساسك..
    وضيق جدا هذا المدعو

    فوق القمر
    ود االمأمــــــــون
    غياب (المخطط) البرامجي
    من الواضح ان القنوات الفضائية الحكومية والخاصة ستعاني خلال شهر رمضان القادم من فقدان البوصلة وغياب (المخطط البرامجي) بسبب عجزها المالي واعتمادها بالكاد على البرامج الاعلانية والترويجية وسيطرة الشركات الكبرى على اسواق الاعلان.
    حينما تدخل (ماكنة) المصانع الى (الشاشات) تستحيل البرامج سلعا تجارية تخاطب (البفوت) وتلغي بقدراتها المادية كل وظائف وقواعد الاعلام الاساسية التي تقوم على التنشئة الاجتماعية والارشاد والتثقيف والتوجه.
    ان المشاهد هو حجر الزاوية لابد ان نضعه في الاعتبار ونخطب وده ببرامج تراعي ذوقه وتخاطب وجدانه وعقله.
    الاعتماد على الاعلان وحده في التمويل خطر يتهدد الاجيال بوضع كل المستقبل في (حقيبة مادية) لا تنظر الا بعين المصلحة الاقتصادية القريبة.
    الامر هكذا فان الدولة مطالبة بممارسة سلطاتها وصلاحياتها في الحفاظ على القيم والموروثات وتعديل ميزان التخطيط البرامجي لصالح (المضمون).

    أب ت ث
    د .عوض الكريم الزين بشرى
    اقتصاديات الاعلام
    تلعب الجوانب الاقتصادية والمالية دوراً كبيراً في الصناعات الاعلامية ، والقول بأن الإعلام صناعة قد يواجه بكثير من الرفض وعدم الإرتياح عند عدد من المبدعين الذين يعملون في هذا الحقل ، إلا ان الجوانب التمويلية والمدخلات الانتاجية من أجهزة حديثة من معدات وأجهزة صوت وإضاءة وتجهيزات للأستديوهات ، وكذلك التلفزة والبث ، وأيضاً ميزانيات الإنتاج التي تدخل في أجور المنتجين والفنيين والموظفين في مختلف الوظائف والمهام المتعلقة بالعملية التلفزيونية . كل هذه المفردات وغيرها لها الأثرالمباشروالمهم في تحديد جودة ونفاذية العمل الإبداعي الاعلامي . والذي قطعت فيه كثير من القنوات شوطاً بعيداً وأصبح من البديهيات ونافلة القول ولا تتوانى أية دولة تحترم ثقافتها وحضارتها وأمن شعبها في التحقق من ذلك والتأكيد عليه قبل منح التصديق والترخيص بالعمل من خلال المتابعة اللصيقة والدقيقة والمراقبة والتنسيق بما يستوفي شروط الرسالة الاعلامية المخطط لها مسبقاً . فالعمل الاعلامي لا يقوم على النوايا الحسنة والمبادرات الفردية التي لا تستجيب للمتطلبات الحضارية وشروط الهوية في كل تمثلاتها ، وكذلك شروط المنتج المؤهل علمياً وثقافياً ومهنياً .
    الحديث في هذا الشأن قد يبدو فوقياً للوهلة الأولى ولكن ما يقود معظم القنوات للفشل هو عدم اعتبار الدولة والقائمين على الشأن الاعلامي للجوانب الأساسية والأولية من ناحية الإمكانات والخبرات العاملة التي توفر ظروفاً أفضل للإستمرارية والتجويد ، وهو ما تفتقده معظم القنوات السودانية العاملة الآن إذا ما قورنت بالقنوات الأخرى من حولنا على المستوى الاقليمي والدولي . والذي لا تستبعد فيه المقارنة لأن الاعلام هو لسان حال الشعوب والمعبر عن ثقافتها وحضارتها والصورة التي لا يمكن محوها أوالتراجع عنها عندما تعبرأثير الفضاء اللا محدود ، فظهور أي قناة فضائية بديباجة سودانية يجب أن يستوفي ويعتبر لمقدرات هذه الأمة وتقديمها بالصورة التي تليق بها وتشرفها على كافة المستويات . هذا الامر لابد من التعامل معه بأعلى درجات الحذر والحيطة والتدبير فالاعلام بكل ما يقدمه هو الشخصية السيادية التي لا يمكن إجتراحها أو الاساءة اليها او تغبيشها ومحو معالمها أو أن يقصر في فهمها واستيعابها ، والعنوان البارز الذي يجعل لنا حضوراً محترماً بين العالمين .
    والدعوة هنا ليس للتضييق على القنوات القائمة أو الوقوف ضد التطلعات الطموحة لإحداث فعل إيجابي ونقلة نوعية في مجالات العمل الاعلامي المرئي والمسموع وإنما نداء لتضافر الجهود لإسناد هذه القنوات ومساعدتها والاشراف عليها ومتابعتها ومراقبة وتقويم أداءها بما يضمن فعاليتها واستمراريتها ، وان لا تترك لأصحاب رأس المال المتواضع الذي لا يسد رمقاً أو ينتج مادة تلفزيونية بمواصفات معقولة ومقبولة ، وأن توضع حدود مرضية للمقدرات المادية أو أن تحاول الدولة ممثلة في هيئاتها المتخصصة توجيه وإسناد هذه القنوات بالاستراتيجيات الواضحة المعالم وخلق شراكات بينها وبين مؤسسات القطاع الخاص ورأس المال الوطني ورعايتها وتقديم التسهيلات اللازمة بما يضع هذه القنوات في عتبة القدرة على المنافسة وتقديم صورة السودان بما يليق ويلزم ، حتى لا يصبح الاعلام المرئي رهين بالاشخاص ورؤاهم ومقدراتهم المحدودة والضيقة وتنفذهم السياسي الذي أصبح سمة ملازمة للعمل الإعلامي (الإبداعي )، وزيارة واحدة لأستديوهات بعض القنوات تجعل من يقوم على الامر ويمتلك الصلاحية والسند القانوني والتشريعي (إن وجد) أن يدرك حجم المشكلة في كافة جوانبها ، فكثير من القنوات تم افتتاحها وبداية البث فيها دون ان يدري الكثيرين بها ، بما فيهم كاتب المقال وكأنما أن افتتاحها مفاجأة لا يغيّض لها الاعلان ودعوة المسئولين بالدولة ، ناهيك عن قياس حجم تأثيرها على المشاهد ..





    في اول ظهور له : نائب مدير قناة النيلين في افادات جريئة لاخبار اليوم «2-2» خالد الاعيسر: من يتهموني اليوم كتبوا عني بالامس باني احمل السودان في قلبي فماذا حدث؟







    حوار: بلقيس عبدالحليم  - تصوير: محمد اسماعيل

    المدير الشاب الاستاذ خالد الاعيسر نائب مدير ادارة قناة النيلين ومدير ادارة البرامج الذي يجلس الان على كرسي اخبار اليوم الساخن مجاوبا على كثير من الاستفهامات التي شغلت الرأي العام مؤخرا وما يتردد عن وجود فساد مالي واداري بالقناة مرورا بلجنة تقصي الحقائق التي كونت مؤخرا.


    خالد الاعيسر الذي يحمل الشباب في حدقات عيون النيلين لتقديم تجربة شابة قادرة على الصمود والتحدي امام غزو التكنولوجيا لكل الفضائيات كان صريحات في اجاباته ومواقفه الداعمة للشباب وهو يقف في وجه الدفع متصديا لادارة القناة في هذا الوقت الحرج وهم يواجهون نقل بطولة الدوري السوداني الممتاز الذي دائما ما تصاحبه العديد من المشاكل التي تتعلق دائما بوضوح الصورة ونقاء الصوت الخ الا ان النيلين استطاعت ان تجتاز امتحان الاسبوع الاول للدوري الممتاز لمعرفة كل ما دار في هذا الحوار الاستثنائي الى مضابطه..

    تعليقك على اللجنة التي تم تكوينها والتي تضم المراجع العام ووزارة المالية بالاضافة لمدراء الادارات بالتفزيون القومي وذلك للتحقيق في الفساد المالي والاداري بالتلفزيون وقناة النيلين؟

    اولا من كون هذه اللجنة هو الاستاذ محمد حاتم نفسه ذلك لثقته الكبيرة في نفسه وتأكيدا للذين يروجون لهذه الاشاعات بانها محض افتراء. جاءت فكرة اللجنة لكي يعلم الجميع ان من نسبت لهم التهم الكاذبة هم اكثر ثقة في انفسهم من اولئك الذي ينسبون لهم هذه التهم والايام ستحدث عن ذلك

    كوادر النيلين التي تم تعيينها في 1/7/2012م التي تم فصلها بعد ثلاثة اشهر هل كان الفصل لعدم دفع الاستحقاق المالي وهل هذا العمل يمت للاخلاق بصلة؟

    الكوادر فصلت قبل ان اتولى ادارة هذه القناة ذات الاسباب التي جاءت بي ادت الى فصلهم عن العمل لسوء الادارة في السابق

    وجهت لك العديد من التهم عبر الصحف ولكنك لم تدافع عن نفسك او تكشف عن الحقائق هل هي الثقة المفرطة ام ان الوقت حسب رؤيتك لم يحن بعد للرد عليها؟

    انا صحفي لساني سليط لكن الضرورة اقتضت ان اصمت ولكني عندما الدغ فان لدغتي قاتلة ولكن آثرت الصمت حفاظا على حقوقنا القانونية و(البيتو من قزاز ما يجدع الناس بالحجارة) كما قال الاستاذ محمد حاتم في حواره الاخير الشوط الثاني شوط مدربين فما بالك يكونوا بخبرات اجنبية؟!.

    بعد هذه التصريحات والافادات نتساءل من هو مدير القناة الفعلي؟ وهل طالب اعيسر باعفاء الاستاذ كمال حامد من منصب المدير؟

    انا لا اجيب بالانابة عن الشركاء اسألي كمال حامد عن اسباب غيابه وتوقفه؟

    تصريحات الاستاذ كمال حامد تشير الى ضلوعكم في امر توقفه عن القناة وهذا واضح جليا من خلال افاداته فما هو تعليقكم؟

    من يتهمونني اليوم كتبوا عني في اغسطس الماضي يمدحوني باني احمل السودان في قلبي مع قلوب الاخرين من خلال مشاهداتهم لوضعي وودي لهم في لندن وانا اسألهم ما الذي تبدل ليناصبوني هذا العداء بعد ان جاءت بي الاقدار للنيلين؟ انا احترم كل من هم اكبر مني سنا ولا زلت احترم من هم اكبر مني سنا.

    ما هو جديد قناة النيلين وهي امام تحدي بث الدوري السوداني الممتاز اعني الناحية الفنية تحديدا فالصورة اصبحت اكثر وضحا من السابق؟

    استحدثنا شيئا واحدا اتينا بشباب مميزين في الجرافيك وتوخينا مقاييس دولية في الجودة لنضبط بها كل اعمالنا اسالي الشارع السوداني وقلوبنا مفتوحة لاي موجهات للتجويد.

    استاذ خالد الاعيسر اشادة لمن يستحقها؟

    اشيد بكل العاملين وبهؤلاء الشباب الذين كانوا قدر الرهان لم يخذلوني ابدا فتمنياتي لهم بالتوفيق ومزيدا من التجويد والنجاح

    هل هنالك اتجاه للاستعانة ببعض الخبرات السودانية لاضفاء رونق اخر على القناة؟

    الكوادر مشكلة سودانية بامتياز بحكم دواعي الاغتراب والسعي لمكاسب اكبر دفعت الكثير منهم الى الهجرة

    هل يفكر خالد الاعيسر في كسب وجوه شابة جديدة بالقناة ام ان الموجودين يمثلون الجرعة الكافية؟

    الحمد لله الذي جمعني بهذه الوجوه الشابة العاملة بكل فعالية ولكن لمزيد من النجاح بدأت بالاتصالات لجلب كوادر جديدة من الجنسين.

    يقال ان المذيعة اسراء عادل هي اقوى المرشحين للظهور عبر قناة النيلين؟

    نعم اسراء قادمة لقناة النيلين لدينا معها اتفاقات ولظروف خاصة اجلت انضمامها لكننا نتواصل معها دائما.

    ـ يقال ان الاستاذ خالد الاعيسر جاء من لندن على وجه السرعة للملمة اطرافه وترتيب اوراقه بعد اتهامه بالفساد المالي والاداري فماذا انت قائل؟

    السبب الحقيقي لوصولي الى السودان على وجه السرعة هو الترتيب لنقل مباريات الدوري الممتاز على افضل وجه وان كانت هناك ضرورة على الاجابة على هؤلاء المتشككين فلينتظروا قرارات لجنة التحقيقات التي كونت لمحاكمة الاستاذ محمد حاتم سليمان وتحاكمنا معه ضمنا.

    ـ هناك تشكيك واضح في الشراكة مع الشركة الكويتية الاستاذ كمال حامد اشار الى ذلك في العديد من المنابر ما هو تعليقك؟

    اسأل الاستاذ كمال حامد من الذي استقبل الاستاذ محمد الرشيد في مطار الخرطوم من على سلم الطائرة الاماراتية القادمة من دبي عندما حضر لختام مؤتمر اتحاد اذاعات الدول العربية وان لم يجب عودي لي بالسؤال مرة اخرى ولكن من المؤكد هم كويتيون وليسو احباشا.

    ـ النيلين تعمل بمكتبة التلفزيون القومي وكل المعينات ايضا من القومي ماذا وفر الشركاء اذاً؟

    اولا النيلين لا تحتاج لاي برنامج ارشيفي أؤكد بان الشركاء وفروا المال الذي نعمل به منذ بداية الشراكة حتى الآن وفي الايام القادمة ستصل كل المعدات التي تجولت بحثا عنها في العديد من الدول كما ذكرت سابقا واضيف بان النيلين الآن تعمل بمهنية عالية وفق خارطة برامجية لا تتوقف بغيابي لاي داع من الدواعي.

    ـ استاذ خالد الا تخشى من فض الشراكة من الجانب الكويتي على خلفية ما تتناقله وسائل الاعلام والاتهامات التي وجهت لكم؟

    كل الذي اخشاه ان يضر هذا النوع من السلوك بما يمكن ان تجنيه الدولة من هذه الشراكة والمعروف ان الدولة اجازت مؤخرا قانون الاستثمار وكانت اكثر النقاط فيها تتحدث عن حماية المستثمرين وممتلكاتهم ، مثل هذا التهاتر يمكن ان يضر بعجلة الاستثمار بالدولة.

    ـ هل هذا يعني ان المستثمرين يمكن ان يسيطروا على مجلس الادارة؟

    الشركة في غاية الوضوح والشفافية اؤكد ان الشركة المستثمرة لا تسيطر على مجلس الادارة بدليل ان رئيس المجلس هو السيد المدير العام للتلفزيون القومي.

    ـ ماذا عن تدريب الكوادر العاملة وهل هناك أي تعاقدات مع جهات بعينها؟

    لدينا تعاقدات مع مؤسسات كبيرة بالخليج واوروبا لتدريب الكوادر السودانية كما حضر من قبل وبرفقتي كل من مستر سايمون ودكتور محمد قواس من ANB هذه المؤسسات على استعداد تام لتدريب كوادرنا اخيرا .. (سطر جديد) عند الضرورة.


    أخبار النجوم

    شرحبيل أحمد يعود من بورتسودان

    الموسيقار الكبير الأستاذ شرحبيل أحمد عاد من بورتسودان بعد رحلة عمل أحيا فيها حفلاً جماهيرياً هناك.

    الفنان حمزة سليمان عاد إلى مقر عمله في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد زيارة قصيرة للبلاد للاطمئنان فيها على صحة والده.

    (فارغة ومقدودة) في المسرح القومي

    طاقم مسرحية (فارغة ومقدودة) التي كتبها الأستاذ أحمد دفع الله عجيب المكون من نجوم الدراما والمسرح محمد المهدي الفادني ،نصرالدين عبدالله/ إبراهيم كومك والمخرج مصطفى احمد الخليفة بدأ عروض المسرحية مساء أمس الاثنين ضمن الموسم المسرحي بولاية الخرطوم.

    الكندي الأمين يتماثل للشفاء

    الممثل الأستاذ الكندي الأمين أجرى عملية جراحية الأسبوع الماضي بأم درمان وينتظر أن يغادر إلى العاصمة المصرية القاهرة للإطمئنان على صحة والدته التي ستصحبه إلى هناك.

    ربيع الشايقي يتعالج في أم درمان

    المخرج والناقد وعضو الفرقة القومية للتمثيل ربيع الشايقي لزم الفراش الأبيض بمستشفى أم درمان التعليمي ويتلقى العلاج وسط رعاية الأبناء ودعوات الزملاء .

    والدة نادية بابكر في المستشفى

    الممثلة القديرة الأستاذة نادية أحمد بابكر تلازم والدتها في مستشفى أم درمان إثر تعرضها لوعكة صحية.

    المسرحي لوفا في ذمة الله

    فجع الوسط المسرحي هذا الأسبوع بوفاة الرائد المسرحي الكبير لوفا بعد حياة مسرحية قدم فيها عروضاً مسرحية مميزة.


    أ. ب .ت . ث

    د . عوض الكريم الزين

    اقتصاديات الاعلام

    تلعب الجوانب الاقتصادية والمالية دوراً كبيراً في الصناعات الاعلامية ، والقول بأن الإعلام صناعة قد يواجه بكثير من الرفض وعدم الإرتياح عند عدد من المبدعين الذين يعملون في هذا الحقل ، إلا ان الجوانب التمويلية والمدخلات الانتاجية من أجهزة حديثة من معدات وأجهزة صوت وإضاءة وتجهيزات للأستديوهات ، وكذلك التلفزة والبث ، وأيضاً ميزانيات الإنتاج التي تدخل في أجور المنتجين والفنيين والموظفين في مختلف الوظائف والمهام المتعلقة بالعملية التلفزيونية . كل هذه المفردات وغيرها لها الأثرالمباشروالمهم في تحديد جودة ونفاذية العمل الإبداعي الاعلامي . والذي قطعت فيه كثير من القنوات شوطاً بعيداً وأصبح من البديهيات ونافلة القول ولا تتوانى أي دولة تحترم ثقافتها وحضارتها وأمن شعبها في التحقق من ذلك والتأكيد عليه قبل منح التصديق والترخيص بالعمل من خلال المتابعة اللصيقة والدقيقة والمراقبة والتنسيق بما يستوفي شروط الرسالة الاعلامية المخطط لها مسبقاً . فالعمل الاعلامي لا يقوم على النوايا الحسنة والمبادرات الفردية التي لا تستجيب للمتطلبات الحضارية وشروط الهوية في كل تمثلاتها ، وكذلك شروط المنتج المؤهل علمياً وثقافياً ومهنياً .

    الحديث في هذا الشأن قد يبدو فوقياً للوهلة الأولى ولكن ما يقود معظم القنوات للفشل هو عدم اعتبار الدولة والقائمين على الشأن الاعلامي للجوانب الأساسية والأولية من ناحية الإمكانات والخبرات العاملة التي توفر ظروفاً أفضل للإستمرارية والتجويد ، وهو ما تفتقده معظم القنوات السودانية العاملة الآن إذا ما قورنت بالقنوات الأخرى من حولنا على المستوى الاقليمي والدولي . والذي لا تستبعد فيه المقارنة لأن الاعلام هو لسان حال الشعوب والمعبر عن ثقافتها وحضارتها والصورة التي لا يمكن محوها أوالتراجع عنها عندما تعبرأثير الفضاء اللا محدود ، فظهور أي قناة فضائية بديباجة سودانية يجب أن يستوفي ويعتبر لمقدرات هذه الأمة وتقديمها بالصورة التي تليق بها وتشرفها على كافة المستويات . هذا الامر لابد من  التعامل معه بأعلى درجات الحذر والحيطة والتدبير فالاعلام بكل ما يقدمه هو الشخصية السيادية التي لا يمكن إجتراحها أو الاساءة اليها او تغبيشها ومحو معالمها أو أن يقصر في فهمها واستيعابها ، والعنوان البارز الذي يجعل لنا حضوراً محترماً بين العالمين .

    والدعوة هنا ليس للتضييق على القنوات القائمة أو الوقوف ضد التطلعات الطموحة لإحداث فعل إيجابي ونقلة نوعية في مجالات العمل الاعلامي المرئي والمسموع  وإنما نداء لتضافر الجهود  لإسناد هذه القنوات ومساعدتها والاشراف عليها ومتابعتها ومراقبة وتقويم أداءها بما يضمن فعاليتها واستمراريتها ، وان لا تترك لأصحاب رأس المال المتواضع الذي لا يسد رمقاً أو ينتج مادة تلفزيونية بمواصفات معقولة ومقبولة ، وأن توضع حدود مرضية  للمقدرات المادية أو أن تحاول الدولة ممثلة في هيئاتها المتخصصة توجيه وإسناد هذه القنوات بالاستراتيجيات الواضحة المعالم وخلق شراكات بينها وبين مؤسسات القطاع الخاص ورأس المال الوطني ورعايتها وتقديم التسهيلات اللازمة بما يضع هذه القنوات في عتبة القدرة على المنافسة وتقديم صورة السودان بما يليق ويلزم ، حتى لا يصبح الاعلام المرئي رهين بالاشخاص ورؤاهم ومقدراتهم المحدودة والضيقة وتنفذهم السياسي الذي أصبح سمة ملازمة للعمل الإعلامي (الإبداعي )، وزيارة واحدة لأستديوهات بعض القنوات تجعل من يقوم على الامر ويمتلك الصلاحية والسند القانوني والتشريعي (إن وجد) أن يدرك حجم المشكلة في كافة جوانبها ، فكثير من القنوات تم افتتاحها وبداية البث فيها دون ان يدري الكثيرين بها ، بما فيهم كاتب المقال وكأنما أن افتتاحها مفاجأة لا يغيّض لها الاعلان ودعوة المسئولين بالدولة ، ناهيك عن قياس حجم تأثيرها على المشاهد ..


    بمشاركة 17 دولة منها السودان

    مصر تحتضن أكبر تجمع للاعلام السياحي العربي

    القاهرة: نشأت الامام

    افتتح مطلع هذا الاسبوع فعاليات الملتقى العربي للاعلام السياحي في دورته الخامسة بفندق فور سيزون نيل بلازا بالعاصمة المصرية القاهرة.

    ويشارك في الملتقى، الذي يعد أكبر تجمع للاعلام السياحي بالمنطقة العربية، اعلاميون من 48 وسيلة اعلامية مقرؤة ومرئية ومسموعة وإلكترونية يمثلون17 دولة، وينظمه المركز العربي للإعلام السياحي، بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية.

    ويناقش الملتقى على مدار ستة ايام، بمشاركة وفد سوداني سبل دعم السياحة البينية بين الدول العربية، خصوصا في الدول التي تأثرت بالاحداث السياسية فيما عرف «بثورات الربيع العربي”.

    وقال حسين المناعي رئيس المركز العربي للإعلام السياحي ان الملتقى يهدف بشكل رئيسي الى «دعم دعوات السياحة الخليجية والعربية الى مصر، لتعود بشكل أكبر من معدلاتها التي كانت تسبق ثورة 25يناير2011».

    وذكر ان «الحدث يشارك فيه اعلاميون من السعودية وكافة دول الخليج، الى جانب دول شمال افريقيا والاردن ولبنان والعراق واليمن» موضحا انهم «يتبادلون الخبرات حول سبل دعم السياحة العربية البينية”.

    واشار الى ان «الاعلاميون العرب يطلعون على ارض الواقع على الاوضاع في الشارع المصري، ليتأكدوا من  ان الحياة تسير بصورة طبيعية، وان المناطق السياحية امنة، ولاتتأثر بالاحداث السياسية، التي تنحصر في مواقع محددة”.

    وقال خالد خليل نائب رئيس المركز  أن «الملتقى يقام للعام الخامس في مصر تحت شعار (نلتقى لنرتقي)، ويتحدث في جلساته مسئولون من وزارة السياحة المصرية حول واقع السياحة بمصر، والخطط الجارية لاستقطاب السياحة العربية والاوربية والاسيوية”.

    واشار الى ان «المشاركين في الملتقى سيناقشون دارسة حول واقع الاعلام السياحي العربي وهى دراسة غير مسبوقة في العالم العربي تحصر الجهات الاعلامية العربية وعلاقتها بالإعلام السياحي”.

    حفل (عقد الجلاد) لصالح مشروعات(حميد)

    شاركت مجموعة عقد الجلاد الغنائية في إكمال المشروعات الخيرية التي بدأها الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد بمدينة نوري بالولاية الشمالية بحفل خيري  كبير اقيم بحدائق عبود بالخرطوم بحري يوم الخميس الماضى ، وكان المدير العام للمجموعة نصرالدين حيدر سجل زيارة إلى مدينة نوري الشهر الماضي ووقف على مشروعات حميد في المنطقة التي تتمثل في روضة وخلوة ومركز ثقافي.


    عصافير الفنون

    مسلسل مفاجأة

    مخرج تلفزيوني كبير مستعد لتفجير مفاجأة في العيار الثقيل بشراك مطربة شابة في دور بطولي بمسلسل تلفزيوني من 30 حلقة يعرض في قناة فضائية مشاهدة خلال شهر رمضان الكريم.

    صرف النظر عن الحفلات

    متعهد حفلات معروف صرف النظر عن التعامل مع فنان شاب بعد فشل كل الحفلات الجماهيرية التي أقامها للجمهور في الخرطوم.

    مطرب (مجدد) يقدم نفسه

    في هدوء شديد بدأ مطرب شاب (مجدد) في وضع خطة طموحة لتقديم نفسه للجمهور بعد أن لاقت تجربته قبولاً وسط الشباب وطلاب الجامعات واحتلت أغنياته مراكز متقدمة.

    عودة الهدوء إلى الحوش

    عاد الهدوء إلى الحوش الكبير وتوقفت الاحتجاجات اليومية بعد أن صرف العاملون مستحقاتهم التي كانت محبوسة في وزارة المالية واتضح لاحقا أن (مذيعاً) ومديراً لإدارة عامة سابقاً في إحدى إدارات(المحطة) كانا وراء تحويل المطالب إلى شعارات تعيده مديراً عاماً للجهاز.

    إنذار قانوني

    شاعر غنائي مشهور وجه إنذاراً قانونياً لإحدى المطربات بالامتناع عن ترديد (أغنياته) بعد أن تجاوزته في أحد المحافل.

    موسيقار يعاني حالة نفسية

    موسيقار كبير يعاني من حالة نفسية سيئة بعد أن كسبت (مطلقته) شكوى ضده في رعاية الأطفال والإنفاق وصل فيها رقم المطالبة إلى الملايين من الجنيهات..

    سوابق في الشذوذ

    اكتشفت السلطات أن المطرب الذي ألقي القبض عليه ضمن مجموعة( الشواذ) في إحدى الشقق بولاية الخرطوم له عدة سوابق كان آخرها القبض عليه في إحدى الشقق بالخرطوم بحري.

    مجلس مكتوفي الأيدي

    المجلس المهني الجديد ما يزال عاجزاً عن تنفيذ(عهده) بالسيطرة على الظواهر السالبة ومطاردة الإبداع الهابط إذ وصلت (التفلتات) إلى المحاكم ولم يحرك ساكناً.


    السينما السودانيّة

    ما بين الاحتضار والنهوض !!! ( 3-3)

    استعراض: حاتم الجميعابي

    السينما حسب التعريف الخاص والموجود على موقع موسوعة ويكيبيديا العربية الإلكتروني، هي مصطلح يشار به إلى التصوير المتحرك الذي يعرض للجمهور إما في أبنية فيها شاشات كبيرة تسمى دور السينما، أو على شاشات أصغر وخاصة التلفاز.يعتبر الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحد من أكثر أنواع الفن شعبية. ويسميه البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت والصورة معاً من أجل إعادة بناء الأحداث على شريط خلوي.هناك أنواع من الفن السينمائي، فمنها ما هو اقرب للمسرح، ويشمل أفلام الحركة والدراما وغيرها من الأفلام التي تصور أحداثا خيالية، أو تعيد أحداثاً حدثت بالفعل في الماضي، تعيدها عن طريق التقليد بأشخاص مختلفين وظروف مصطنعة.وهناك الفن السينمائي الوثائقي، الذي يحاول إيصال حقائق ووقائع تحدث بالفعل بشكل يهدف إلى جذب المشاهد، أو إيصال فكرة أو معلومة بشكل واضح وسلس أو مثير للإعجاب.

    وفي الفترة الأخيرة قدمت لنا السينما في السودان فيلم «بركة الشيخ» من رواية لمصطفى إبراهيم محمد ومن إخراج جاد الله جبارة، ملصق الفيلم ينبهنا في إحدى فقراته إلى عوامل الجهل ببعض ثوابت الدين والاستغفال بسبب طيبة الإنسان ومخاطر الانزلاق إلى مساوئ الخروج عن الإيمان، ويبدو أن الفيلم مأخوذ عن حكاية تداولها الناس في الستينات عندما ابتز رجل دجال الأهالى البسطاء لمعرفته باستعمال طريقة مورس في إرسال الشفرات.

    ونجد أن ملامح الفيلم تتطابق مع الدراما التلفزيونية السودانية بدءاً من الأداء المسرحي الطاغي على جو الفيلم وانتهاء بالحوار البارد ، والواضح أن مشكلة السيناريو مشتركة في كل تلك الأفلام، وتتضح بشكل تام في فيلم «بركة الشيخ» الذي اهتم بالتفاصيل ونجوم المسرح السوداني وتناسي جوهر الصراع عندما يقوم الدجال بقتل الصبي، وطرد إمام الجامع، رغم انهما لم يقفا في طريقه بتاتاً، مرة أخرى نقول إذا تجاوزنا ضعف الأفلام الأولي التي تم صنعها بمنطلق الانبهار بالسينما، أو لمنطلقات شخصية أخرى لا تغيب عن فطنة المشاهد السينمائي في السودان، فماذا يمكن أن نقول عن أفلام التسعينات في صناعة السينما؟ لقد جاءت ضحلة ولم يول محققوها أي اهتمام بالسينما كثقافة وكفكر ومرآة تعكس المشكلات المزمنة للشعب السوداني.

    ومنذ أواخر الثمانينيات، خفت حدة الزخم، وتفرق أغلب السينمائيين السودانيين الكبار في المهجر، تدفعهم في ذلك مشروعات وطموحات التعبير السينمائي بينما تدمي قلوبهم وذاكرتهم المقارنات الموجعة بين ما كان وما صار، وبين أولئك إبراهيم شداد رائد الاتجاه الذي برز في أفلام الخريجين في السبعينيات وحسين شريف مخرج انتزاع الكهرمان والمخرج الطيب المهدي صاحب الضريح وأربع مرات للأطفال والمحطة، ويرى كثير من المهتمين بالسينما أن تعثر النهضة السينمائية بالسودان يعود إلى عدم اهتمام الدولة، فالإنتاج السينمائي ظل وثيق الصلة بالسياسة الثقافية للدولة حيث كانت الأفلام الوثائقية وأفلام الخريجين التي وجدت قبولاً إقليميا ودولياً وليدة الدعم الحكومي عبر الأقسام الإدارية المخصصة للسينما في الوزارات الحكومية، ويقول هؤلاء أن حل مؤسسة السينما في أوائل التسعينيات كان له دور كبير في احتضار السينما السودانية وبالتالي خسارة السينما العربية لظاهرة كان من الممكن أن تشكل علامة فارقة في تاريخ الفن السينمائي. انتهت مقالة « محمد عبيدو»

    من الاستعراض السابق لتاريخ صناعة السينما، والبدايات المبشرة للسينما السودانية والنهايات التي انتهت إليها هذه التجربة فهناك عوامل أدت إلى التراجع في الفهم السينمائي، حيث يقول  الأستاذ صلاح محمد عبدالرحيم الأستاذ بقسم السينما بجامعة السودان، إن السودان من الدول الرائدة في صناعة السينما التي عرفت في السودان منذ إنتاج أول فيلم سينمائي عام (1911م) بمدينة الأبيض بمناسبة افتتاح خط السكة الحديد الذي وصل إلى مدينة الأبيض على يد اللورد كتشنر بجانب فيلم آخر صوّر لقاء جورج الخامس مع بعض أعيان مدينة بورتسودان.  و دعا  إلى فتح دور العرض السينمائية والتشجيع على إنتاج أفلام سينمائية تُنافس أفلام الفيديو التي غزت عالم الأفلام، مُؤكداً على أهمية تضافر جهود الجهات المختصة في مجال السينما لدعم صناعة الأفلام.

    ختاماً

    هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى التراجع في حقل السينما، منها ما هو ذاتي وموضوعي، منها ما هو متعلق بالدولة بصورة مباشرة ومؤسساتها التي يفترض أن توفر الأجواء المناسبة لنمو الفهم السينمائي وتعزيز هذه الثقافة في المجتمع، وتجاوز حالة السلبية والتعامل مع الموضوع بصورة جدية توصل للنتائج التي تجعلها تتصدر أولوياتنا، لنصل بها إلى مرحلة اهتمامات البدايات حتى نتطور في صناعة سينما معبرة عن السودان بتنوعه وعكس الصورة الإيجابية للإنسان السوداني، بالتالي الطفرة المرجوة في هذا المجال المهم في حياة الناس.

    هنالك جانب موضوعي، وبعد التطور التكنولوجي والتقني في العالم، هذا فرض تحديات كبيرة على هذا الإنتاج وصناعة الأفلام بصورة خاصة، ومدى جودة المادة المصنوعة وما هي الرسالة التي تلعبها في ظل تحديات العولمة التي اجتازت الحدود لتدخل إلى البيوت، عبر أجهزة الرسيفرات التي وتقنية الاتصالات عبر شبكة الإنترنت، وهذا ما جعل السودان بعد مرحلة النمو والتطور يتراجع إلى مرحلة الاستهلاك السينمائي للآخرين، فالنهوض في هذا الجانب مرهون بأهمية وعي المجتمع بالسينما، فهذا التراجع يتمثل بصورة كبيرة في إغلاق عدد من دور العرض السينمائي بالعاصمة والأقاليم وهذا يدلل على أن هناك تحدياً كبيراً لاستعادة هذه الدور لتعاود النشاط من جديد في هذا المجال، وأن تعود من جديد السينما المدرسية مروراً بالجامعات، والاهتمام أكثر بقسم السينما بجامعة السودان. وأن يوفر لهذا القسم المعدات لكي يصبح هو النقطة التي تنطلق بمهمات النهوض بهذا الجانب .


    قصيدة :رتبة غالـــي

    شعر :غديرمحجوب

    شيخنايا سيد من فضلك أرجع أقعد في محلك لو أمكن

    بتجوط الدنيا دي ياخ فيني

    عالم واقف على فد هبشة

    ما يصدق بس أوَّل ما تفوت

    بقْلِب أسود

    بعدين قول لي

    إييــه يعني تفوت؟؟

    وتشيل كل حاجة بريدا معاك!!!

    وتخلي الكون يبقالي خوف

    أتلفت كان يخلعني غناك

    أتمطق ملحك وما ألقاك

    فتَّ وخليتلي غناي مسيـــخ

    زي الما عارف صوتي وراك!!!

    مش كنت بطعِّم بيك الليل؟

    مش كنت بعدِّل بيك الميل؟

    كت ببكيلك لو جاني الهم بتدفق سيل

    كت برمي عليك حِملي وحُلمي

    لو غصباً عني رمتني الخيل

    إيه يعني تفوت

    وانا حالي بدونك ما مظبوط؟؟!!!

    غطيت حس فقدك بي ضحكات

    مرقن في يدي بواقي خيوط

    إن قت اصبر

    يصبر صديق (اب شفقة وضيق)

    وان قلت أفوت

    الناس بتجوط

    أعملك إيه وات لسة غياب

    وانا هسع قاعدة وبتذكر

    كيف فرح الكل جواي بيكَ

    يومي الرقيتك لي غالي

    رتبة بتستحملك إنت وبس

    تسمحلك  تعرف كيف حالي

    قالولي الغيم طول حاسي

    والواطة بتهرج ليها زمن

    ما النيل بدخل وش الأذان

    برجع سكران

    يترتح وما قادر يمشي

    والشجر يتــــــ......

    ياخ أسكتو مني وأنا مالي؟

    ؟؟؟

    ما كل الكون بي وراو مقلوب

    وانا أول زول فيكم مقلوب

    خلوني براي بس في حالي

    يا غالي فرقت معانا شديد

    والصبر آسيدي بنا العالي

    لا بنلحقو لا بنغش روحنا

    لابندفع في شانو الغالي

    إذا فقدك شال كل العندي

    وإذا غيبتك صادرت اموالي

    مافي حل أبداً أبداً

    غير تركب أول بص جايي

    وبرجاك في الموقف بعيالي


    «الشوق والريد والحب البان

    من لمسة إيد»

    واللهفة أكيد

    والخوف بيزيد

    وما دايرة سؤال

    دة مكانك مهما الغيبة تطول

    بفضل خالي

    حين ترجع يا أغلى الغاليين

    حنطبق قانونا التالي

    الجوة جوة

    والبرة برة

    الضحكة جوة

    والدمعة برة

    نحكي ونغني واحلامنا حرة

    ورد وقصايد وهلمَّ جرا

    «والدنيا تبقى ما فيها مرة

    والكون يلالي بهجة ومسرة»

    يا غالي يللا

    بسراع تعاللي

    أنا واقفة برة


    مجموعة بيادر للمسرح المفتوح بكلية الموسيقى والدراما تدشن أولى فعالياتها بمسرح الفنون الشعبية

    ايماناً منها بدور الفنون والمسرح فى ترقية المجتمع ووصولا الى الغايات السامية فى سبيل ربط الفنون بالناس وقضاياهم كانت المبادرة الاولى بعرض مسرحى بعنوان (عذراء الدم الملكى ) وقوامه اساتذة من كلية الموسيقى والدراما من حاملي ترخيص مجلس المهن الموسيقية المؤقر، وعدد من الكوادرالواعدة من طلاب وخريجى كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا - والمقام بمسرح الفنون الشعبية مساء الاربعاء الموافق السادس من مارس كفعالية تنشيطية واحتفائية خاصة بالاحتفالات بيوم المسرح العالمى والذى يصادف شهر مارس كعيد لجميع المسرحيين بالعالم ، العرض من تأليف الاستاذ ميرغي أبشر ، وإخراج الاستاذ كامل الرحيمة، تمثيل هنادي عمر ، سفيان محمد ، محمود عبد الرازق ، مبارك الحاج ، عاصم كباشي ، حسين عثمان ، إسراء أزهري ، جليلة محمد ، مساعد مخرج سامر عمر ، موسيقى الاستاذ ياسر سالم ، أشعارحسين عوض السيد ، سنغرافيا أحمد يونس ، ولوجستيات د. عوض الكريم الزين بشرى ، والجدير بالذكر أن هذا العرض سيتواصل يوم 27 مارس نهاراً بكلية الموسيقى والدراما تصاحبه عدد من الفعاليات .


    فوق القمر

    ود المـأمــون

    حقوق الملكية الفكرية..!

    قلت في المرة السابقة ان قانون الملكية الفكرية الذي جرى عليه تعديل كبير ما يزال في حاجة الى مراجعات وتغييرات تتماشى مع واقع الحال..

    الحالة الابداعية تتجدد على الدوام وتتشكل وفق معطيات يتذوقها (المبدع) ويتفاعل معها(المتلقي.

    المبدع ذاته عنصر من عناصر حالة ابداعية تتلون بفنون مختلفة..

    ليس ثمة وصف قطعي للمبدع ولا للابداع فالكاتب مثل مبدع والشاعر كذلك والرسام والنحات والملحن والموزع والمصمم والمغني والموسيقي والفني والمشارك في أية عملية انتاجية ابداعية متخصصة

    كل هذه الاشكال يمكن وضعها في خانة الابداع وكل مبدع بامكانه ان يضع بصمته حسب قدراته ومواهبه وخياله..

    القانون صنف في الغناء والموسيقي الشاعر والملحن وجعله صاحب الحق الاصيل ووضع المؤدي بجهده الوافر وخياله الواسع في الاداء صاحب حق مجاور..

    ربما يقول قائل ان المؤدي مشارك بالاداء في (التلحين) لان الملحن لا يمكنه مهما كان يؤثر على خيال المؤدي مما يجعل الاخير شريكا في العمل اللحني.

    والامر هكذا فان المؤدي شريك اساس في التلحين قبل ان يصل الى المتلقى

    وبالتالي فانه يملك الحق الاصلي بهذا المفهوم..

    الدوائر القانونية والفنية والجهات المختصة بجانب اجهزة العلام لابد تصنع الحقوق الفكرية في مجهر مبكر وتسلط عليه الضوء حتى نصل(النفق)..

    وصول الضوء في اخر النفق المظلم مهم جدا لجهة انه الامر اكثر اهمية..

    أصداء أدبية حديث عن الغناء السودانى والمغنيين أنام ملء جفونى عن شواردها ! النوراني الحاج الفاضلابي




    هذا حديث ـ عن الغناء والمغنين جرت بعض معانيه إثر ندوات إذاعية تحدث المتحدثون فيها عن تطور أيقاعات الغناء المواكبة للتلحين زاعمين أن نوعاً من التطور في تعليم الموسيقا أضفى على الغناء  القديم لوناً من التطور والتحديث مما جعله أحلى منه قبل هذا التطور الجديد الذي أضيف إليه بعض تلك الألحان القديمة والذي يبدو لنا نحن المواظبين على سماع الألحان القديمة لا نحس جمالاً ولا حلاوة ولا طلاوة ـ أضيفت على تلك الألحان بل يبدو لنا في بعض الألحان  الجديدة ما يباعد بين الانسجام والتناغم من جراء علو أصوات الأدوات الحديثة ولله در ابن الرومي عند ما عاب على مغني  افتقد غناؤه  ذلك التناغم فقال «غناء بمصر وضرب في خرسان « ـ ونحن نعلم أن تناغم الألحان والحركات لون أصيل من مقومات الحسن والجمال ’ يظهر ذلك في  « المشى»    ويقول أبو الطيب المتنبى فى الاعتذار عن عدم قدرته على حسن المشى وهو من صفات حسن النساء أراد بذلك أنه يفضل الإبل على الحسان قال



    الا كل ما شية الخيزلى

    فدا كل ماشية الهيدبى

    (والخيزلى   مشية النساء و الهيدبى     مشية الأبل)

    ويمضى الشعرالعربي قدماً

    ليصل الى ابن الرومى وكيف تيمته المغنية ((وحيد ))بحسنها وحسن غنائها الذى تردده فى هدوء دون صخب ولا ضوضاء قال

    يا خليلي تيمتنى وحيد

    ففؤادى بها معنى عميد

    غادة زانها من الغصن قد

    ومن الظبي مقلتان وجيد

    وله في حسنها وحسن غنائها قوله ظبية تسكن القلوب وترعها

    و قمرية لها تغريد

    تغنى كأنها لا تغنى من

    سكون الأوصال وهي تجيد

    مد في شأو صوتها نفس

    كأنفاس عاشقيها مديد

    أرأيت أخى القارى كيف أن نداوة الصوت ورقته وسكون الأعضاء من أهم السمات المؤديات الى أحلى الغناء ؟ إنى أخى القارئ أختار لك   من  قديم الغناء ما فيه حلاوة عجزت تلك الأوتار والألات الأخرى الصاخبة أن تمتعنا بمثلها في    تجديدها     نقرأ أو نسمع ـ

    الشاعرالراحل ـ سيد عبد العزيز يقول للحسناء

    يا مداعب الغصن الرطيب

    في بنانك ازدهـت الزهور

    زادت جمال ونضار وطيب

    نترك لك الاستمتاع بذلك اللحن الهادى مع من يؤديه   من فناني الحقيبة وأقف معك عند هذه اللغة الشاعرة ـ مفردة وصورةـ مداعب ـ  وغصن ـ وطيب بنان ـ وازدهت ـ ونضار وطيب ! ومن فنون الرومانسية العالية نقف عند ذلك البنان الغض المداعب للغصن    اللدن    ونتساءل معك كيف زاد هذا الغصن نضارة وطيباً عندما يداعب هذه الحسناء ثم يقول

    أنا وأنت في الروض يا حبيب

    راق النسيم وحلى للمرور

    بقى أحلى من ساعة السرور

    وأدق من فهم اللبيب

    هذه المرة   نتجاوز    حلاوة الصياغة لنقف عند عمق الصور   ودقة المعانى كيف يكون النسيم أحلى من السرور ؟ وكيف يكون أدق من فهم اللبيب! ما يزال سؤالنا يعيد نفسه    هل الكلمة الشعرية الغنائية فى عصرها  الحديث حقاً   وصلت إلى مثل هذا  التصوير البديع ؟

    ونمشى قليلاً مع شعراء الوطن المبدعين في بلادنا لنقف مع د كتور/ تاج السر الحسن والدكتور عبد الكريم الكابلى في رائعتهما أسيا وافريقيا لنقرأ شعراً وطنياً إنسانياً تجاوب مع الإنسان أخينا في الانسانية في كل موطن عانى  شعبه من الظلم فغنى له هذان المبدعان .د/ تاج السر الحسن والدكتور الكابلى قائلين

    مصر ياأخت بلادي يا شقيقة

    يا رياضاً عذبة النبع وريقة

    يا حقيقة

    يمضى الحس الوطنى حس   شعوب

    وادى النيل ليقول د/ تاج السر لمصر

    سوف نجتث من الوادي الأعادي

    فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة

    وجه غاندي وصدى الهند العميقة

    عجباً لهذا الأندياح الوطنى عبر بلاد  الله الواسعة يخص د /تاج السر  طاغور الشاعر العظيم فيقول

    صوت طاغور المغني

    بجناحين من الشعر على روضة فن

    ويأتى بعد ذلك المشهد العظيم  ـ المتفائل يأتى ليخاطب دمشق قائلاً

    يا دمشق   كلنا فى الفجر والامال شرق

    نعم كلنا فى الفجر والأمال شرق

    هذه أحبتى إيقاعات من الماضى تركها المبدعون عبر القرون ولسان حالهم يقول مع أبى الطيب

    أنام ملء جفونى عن شواردها

    ويسهر الخلق جراها ويختصم

    وقديماً قال عن الشعر

    فسار به من لا يسيرمشمراً

    وغنى به من   لا يغنى مغرداً

    والى لقاء



    الدراما السودانية و شبح الافول

    عندما ينتهي الناس من اعمالهم يعمدون الى احد شيئين إما الراحة او الترفيه , و لم تكن من وسيلة للترفيه في وقت مضى الا جلوس الاهل مع بعضهم البعض و الاستماع الى الراديو مع احتساء الشاي و القهوة ثم شيئا فشيئا دخل التلفزيون ليملأ فراغا عريضا من حياة الناس , و حيث اصبح هو الاداة الاعلامية الاسرع ايصالا للمعلومة و التسلية و الترفيه فقد اصبح ايضا مرآة المجتمع بما يعرضه من برامج عائلية ووثائقية و اخبار و دراما محلية و عربية .

    عد اخي الكريم الى السطور السابقة قليلا و ضع خطين تحت كلمة مراة المجتمع و تحت كلمة دراما محلية , هذا هو اذن التعبير عن المجتمع بالدراما المحلية , و لكن اين هي تلك الدراما المحلية التي تحكي الواقع السوداني بكل تفاصيله , شاهدنا في فترة مضت اعمالا ملفتة مثل اقمار الضواحي و اللواء الابيض و الشيمة و غيرها فأين هذه الصناعة الان مما ينتج في العالم من دراما , حتى اليوم لم المح مسلسلا سودانيا على قناة عربية , بل حتى الانتاج الدرامي الان لم يعد كسابقه .

    يمكن ان يعزى الامر الى احد سببين , اما الاول فهو تأثر المشاهد السوداني بالدراما المصرية فبطبيعة الحال هي صنعة ضاربة في القدم وعرضها المستمر على الشاشة القومية خلق نوع من الالفة بينها و بين المشاهد السوداني الذي صار ينتظرها يوميا عند الساعة التاسعة مساء حيث تجتمع العائلة امام التلفاز لمشاهدة تلك الاعمال . وهنا و في هذا التوقيت فإن من بين كل عشرة مسلسلات مصرية يعرض انتاج سوداني واحد فهل نعجب بعد ذلك ان زهد المتفرج السوداني في دراماه المحلية . لا يفسرن احد كلامي بانه انتقاص من الدراما المصرية .

    اما السبب الثاني فإنه لاينفصل كثيرا عن الاول حيث ان الانتاج الدرامي على قلته فيه محاولات لتقليد الدراما في الدول الاخرى بدءا من العبارات انتهاء بالانفعالات التي لاتشابه ما يحدث في الشارع السوداني , والدراما بطبيعة الحال تعبر عن موطنها الذي انتجت فيه و بالتالي هي مرآة للشارع السوداني تعكس صورته للغير وعلى قدر المصداقية و الابداع في عرض الفكرة وان كانت بسيطة في بيئة متواضعة يكون نجاح المادة الدرامية .

    بالرغم من كل ذلك تبقى هناك اعمال سودانية ممتازة من حيث قصتها وواقعيتها و اداء الفنانين فيها مثل اقمار الضواحي .

    ان عملية انتزاع مكانة اعلامية درامية في هذا الفضاء المكتظ بالاف القنوات من كل لون ليس سهلا فإما المضي قدما في انتاج دراما جادة او تركها نهائيا ،

    فالمسألة هي تطوير الصنعة و المضي بها نحو الامام حتى تعود الاسرة السودانية لتجتمع و تشاهد حكايات من واقعها . لابد من اعادة احياء الدراما السودانية و نفض غبار السطحية و التقليد و اعادتها سيرتها الاولى بل و افضل . لابد من ضخ الدماء في عروقها بالمواضيع الواقعية ذات المعالجة السلسة و الحبكة الدرامية و الاخراج الفني المميز و الانتاج السخي و كل ذلك يأتي بالدراسة الوافية لهذا المجال و الاستعانة بالخبرة العربية و حتى الاجنبية (والاستعانة لا تعني التقليد ) هذا ان اردنا ان نصل بها الى الافاق .

    واخيرا نستبشر خيرا بوجود اتحاد المهن الدرامية .



    فن القراءة

    د. وليد شريف عبد القادر

    نظرية جديدة للإبداع (3)

    مشرط البدءالسيكولوجية ونماذجها

    ... خلاصة رأي المدرسة الفرويدية في الإبداع الفني (أي النظرية السيكولوجية) تتضح من خلال مقارنتها بين نفسية الفنان والمريض النفسي العصابي Nuorotic ، فالعبقرية والمرض النفسي مصدرهما واحد هو (طاقة اللاشعور الذي ينطوي على صراع) فإذا نجحت الأنا الواعية Ego في حل الصراع ظهر السلوك الابتكاري ، أما إذا فشلت وحدث كبت ، فقد ينتهي الكبت إلي ظهور المرض في شكل عصاب Nuorotic فالفنان يلجأ إلى عالم الخيال الفني لكي يحقق فيه بواسطة آليات التسامي Sublimation ما عجز عن تحقيقه في عالم الواقع .. وهو يُعبّر عن رغباته المكبوتة في اللاشعور (الرغبة ، الشعور بالقوة أو الحب أو الجنس... الخ) مثلاً فيما ينتجه من عمل فني ، في حين أن العصابي لا يستطيع أن يعبر عن هذه الدوافع في أي مستوى لذلك تظل مكبوتة في اللاشعور مما يؤدي في النهاية إلى مرض نفسي، فهيا بنا عزيزي القارئ إلى النماذج التي طرحها بروف مصطفى عبده أستاذ(أساتذة الفلسفة بجامعة النيلين) للنظرية السيكولوجية عبر كتابه القيم (دور العقل الإبداعي) والتي سنوردها في (اختصار غير مخل عبر المشارط التالية).

    مشرط أول : نموذج دافنشي والسريالية :

    -نموذج دافنشي: قدم فرويد علي أساس هذه النظرية تحليلاً سيكولوجياً لعبقرية ليوناردو دافنشي يوضح فيه كيف انعكس انحرافه إلى الجنسية المثلية  Homo sexuality في أعماله الفنية والتي جاءت نموذجاً لاختلاط صفات الذكورة بالأنوثة كما يظهر في لوحات (يوحنا المعمدان والموناليزا والجيوكندا والقديسة آن) خاصة في تلك الابتسامة المميزة التي يرجع فرويد أنها لأمه التي تعلق بها إلى حد لم يستطع معه أن (يكوّن) أي علاقة بالجنس الآخر.

    -نموذج السريالية: اللاشعور هو ما اعتمدت عليه السريالية ، كما يظهر ذلك من جذور الكلمة (sur. realism)   أي ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة وهذا يعني أن المظهر الذي كان الشغل الشاغل للفنانين في الحقب الماضية لا يمثل عند السرياليين كل الحقيقة ، بل يزعم السرياليون أنه لا يمثل إلا خمسها ، والأربعة أخماس الباقية تستقر في اللاشعور ، والأحلام ، وأحلام اليقظة ، وهي التي تمثل الإنسان على حقيقته وعلى فطرته .

    - أصدر (أندرية بريتون) الشاعر (مانفستو) أو بيان خاص بها عام 1924م في دعوته إلى توجيه الأبحاث إلى اللاشعور ، لإيجاد التوازن النفسي بين الشعور واللاشعور حيث ظهر بوادر الاختلال في الأشياء لطغيان الشعور على اللاشعور ، فكانت السريالية من هذه الناحية فن العلاج النفسي .

    - من روادها مارك شاجال والذي عبر في أعماله عن براءة الطفولة والمتطلع إلي لوحته (صورة مزدوجة مع كأس نبيذ) نلمح سمات السريالية حيث نجد عدة صور في لوحة واحدة ، وكذلك دي كريكو  الذي بعث من جديد روعة الأسطورة وسلفادور دالي الذي وصل بالسريالية إلي حد كبير من العبقرية .

    - ومن إيجابيات السريالية عبارة فرويد التي صرح بها لسفادور دالي عندما زاره الأخير بلندن بقوله (إن ما أراه طريفاً في فنك ليس هو اللاشعور بل هو الشعور) أو أنني لا أجد طرافة في (البارنويا) التي تتظاهرون بها ، بل في طريقة تظاهركم ذاتها ، أي أن السرياليين ينتجون فناً لا شعورياً هم أنفسهم شاعرون به أو لنقل إنهم يجيدون تقليد عالم اللاشعور، والإيجابية التي نلمحها من هذه المفارقة (أن الفن يكون في أعلى نماذجه إذا كان نتاج العقل الصرف الممزوج بالحلم أو الخيال الصرف).

    مشرط أخير : تعقيب

    أولاً: من إيجابيات النظرية السيكولوجية أنها نقلت الإبداع من مفاهيم قوى أسطورية غيبية إلي بحث داخل الإنسان .

    ثانياً: إغفالها لمسألة الأداء والتنفيذ من سلبيات هذه النظرية ، فوقعت أيضاً تحت وطأة الخلط بين منشأ العمل الفني ، والعمل الفني وهو يتخذ شكلاً آخر بعد الإنشاء.

    ثالثاً: أفكار التسامي عن فرويد أو الإسقاط عند يونج أفكار موجودة عند عامة البشر، فإذاً لماذا يبدع المبدع أشياء تحتاج إلى أكثر من تساؤل ؟

    رابعاً : تحامل فرويد على ليوناردو دافنشي وهو يلوي عنق السريالية حتى تنطبق مناهجها عليه ويظهر هذا من إيراد فرويد (علم النسر) بما يتفق مع نظريته ، وفق ذلك أن أعمال دافنشي دليل دامغ على فكر عقلي عالي المستوى لا على لا شعور يأتي بغتة ويذهب.

    خامساً: دعوة السريالية إنامة الوعي تحت وسادة المخدرات للحد من رقابة العقل أفقدت العمل الإبداعي أحد أهم عناصره ألا وهو (المتلقي) إذ يتحتم عليه أن يكون في حالة الفنان اللاشعورية أو اللاواعية ليفهم وليدرك تلك الأعمال وطبعاً هذا غير معقول ومنطقي .

    سادساً: يؤخذ على نظرية فرويد في اللاشعور أنها ترجع مصدر العبقرية إلى أحداث الطفولة التي تشكل نفسية كل إنسان إلى آخر عمره ، مما يلغي أثر نمو التجارب الاجتماعية التي يمكن أن يكتسبها على مدى حياته .

    أخيراً: تقسيم فرويد للحياة النفسية إلى أنا ، وأنا أعلى ، وهوا ، يباعد بينه وبين المنهج العلمي التجريبي ... وللحديث بقية أشياء وأشياء ... إن كان في العمر إيعاز بنبض البقاء.

    وفي الختام وحتى الملتقى أعزائي القراء أسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء ..



    أشتات عربيات

    من مجالس الشيخ أبي عاصم

    قُلْ لأسماءَ أَنْجِزي الميعادا  وانظُري أنْ تزوِّدي منكِ زادا

    جعفر محمد عثمان

    من مجالس الشيخ أبي عاصم

    قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ:-

    سلامُ الله على شَيْخ أشياخِنا الأجَلّ, نِبْراسِنا المستَضاء, وبَدْرَنا الوَضَّاء , وبَِحْرِنا المستََمدّ, وسَحابِنا المستمطَر, وصاحب رأينا الذي نرتَضيه ,ونجمِ سُرانا الذي نستَهديه, وعَلَم دَرْبِنا الذي ليس معه ضَلال, وشيخِ مجلسِنا الذي إنْ قال فما لأحدٍ بعده مَقال,  وسيِّدِ نادينا الذي إنْ أشارَ أو قضَى, فشأنُنا السَّمعُ والطاعة, فالرأيُ ما ارتَضاه، والحكْمُ ما قَضاه. ولن نبرَحَ إن شاء اللَّه كلَّما رأيناه ,وهو في عافية موفورة, وساحةٍ بنعمة اللهِ ممطورة, لنْ نبرحَ إن شاء اللَّه نحمَدُ اللَّه إليه, على ما أَفاضَ من الخير عليه, وأبعَدَ من الشرِّ عنه , وأوْسَعَ من الرزْقِ له, وأَوْدَعَ من العِلْم فيه, وأَفادَ من الخَلْق به. ثم لن نَبْرحَ مِنْ بَعْدُ نَشكرُ للشيخ المعتَزِّ باللَّه دونَ سِواه, كلَّ أَفضالِه علينا, وإحسانِه إلينا، في مجالسِه هذه العامرات بكل تالدٍ , من محاسنِ الأَقدمين , أو طارفٍ من بدائع المحْدَثين, في أدبٍ وفنّ, وصُوَرٍ وعِبَر, وفِكَر وخِبَر, نسألُ فنُجاب, ونَستَهدي فنُهدَى, ونَستَعْلِم ونستَخْبِر, فنُعلَّم ونُبَصََّر، ونُفَهَّم ونُذَكَّر, ونُنَجَََّز في أمورِ الحياةِ ونُحَنَّك, ونُطْلَعُ من أَسرارِ النُّفوس على كلِّ محجوب, ومِنْ غرائبِ طباعِها على كلِّ مستور, فنسَأَ اللَّهُ لنا في أجَلِ الشيخ الأَعَزِّ, وجنَّبَه ما عاشَ محذُورَ خطَرِه, ووقّاه مِنْ دَهْرِه مرهوبَ غِيَرِه, وبارك له في لُبِّّه وسَمْعِه وبَصَرِه.

    ونحن مشتَهُونَ على شيخ أشياخِنا في مجلس اليوم الوضئِ الزاهر بلألائه, السَّنِىِّ الباهرِ بأَضْوائِه , بَعْضَ ما بَعُدَ عَهْدُنا به, فطالَ شوقُنا إليه, ولَهفُنا عليه, مِن حِسانِ مختاراتِه, وروائعِ نادراتِه, ونحن بعدُ مشتهون عليه فَوْقَ اشتهاء, أن يكونَ مُختارُه مِمَّا قال الأقدمون, توكيداً لحقّهم وسَبْقِهم, وفَوْقِهم, في ميدان الشعرِ الجميلِ الصَّادق, الراسمِ المصوِّر ذي الافتِنان، الرائعِ بكلِّ مقياسٍ من مقاييسِ الأقدمين والمُحْدَثين.

    قال الشيخ أبو عاصم:

    حُبَّاً وكرامةً يا فتى الفِتْيان. وأنا عارضٌ في مجلِس اليوم بالحَديث لصاحب هذَيْنِ البيتينِ الجميلَيْنِ ثُمَّ لشئٍ من شِعره الذي شرق ذكرُه وغرَّّب، فآنَقَ وأطرَب، فأمّا البيتان فإليكهما:

    ألا تسألانِِ اللهَ أنْ يَسْقىَ الحِمَى

    بَلَى،فسَقَى اللهُ الحِمَى والمَطاليا

    وأَسألُ مَنْ لاقيتُ:هل مُطِر الحِمَى

    فهلْ يسأَلَنْ عنّي الحِمَى كيف حالِيا؟

    والمَطالي: هي مَباركُ الإبلِ في الدّيار، وليس من هَمِّيَ الآنَ أنْ أقول في البيتَيْن، لأَنّ غيرَهما مِنْ شِعْر الشاعرِ هو ما أريد, غيرَ أنَّني لستُ أدَعُ الإشارةَ إلى شئٍٍ فيهما, لعلَّ مَنْ الناس من يَعيبُه على الشاعر, غيرَ مُحِقٍّ ولا مُنْصِف . وذلك تَكرارُه كلمةَ (الحِمَى) في البيتَيْن أربعَ مَرَّات . وأوَّلُ ما أنا قائله في هذا التَّكرار أَنَّك تَراه جميلاً عذباً، غيرَ مُستثقلٍ ولا مَمْجوج, وكثيراً ما يكون التكرار بهذه المَثابةِ في كلام العرب، والمعَوَّل إنما هو على المقام، ثم تركيبِ الكلام, وهذا شئٌ مَرَدُّ الحكم فيه إلى الذَّوق أو التذَوُّق لا إلى قاعدةٍ أو قانونٍ مُطَّرد.

    هذه واحدة وأخرى هي أنَّ الحمى ليس إلا رَمْزاً من الشاعر إلى مَنْ يُحبُّه، ويُؤْثره من سُكَّان ذلك الحِمَى, أَعنِي جميلتََه (العامريَّةَ), التي شُهِر بحبّها, وأنت واجدٌ دليلَ ذلك أو مِصْداقَه في قَوْل صاحبِه العاشقِ الآخَر:

    أمُرُّ على الدِّيار ،ديارٍ «ليلى»

    أُقُبِّلُ ذا الجدارَ ،وذا الجدارا

    وما حُبُّ الديارِ سكنَّ قلبي

    ولكن حُبُّ مَنْ سَكنَ الديارا

    فتكرارُ ذكْرِ الشاعرِ الحِمَى إنَّما مَرْجعُه إلى تلَذُّذِه واستمتاعه بذلك التكرار, ثم إلى حَنينِه واشتياقِه لتلك التي هي كلُّ همّه, أو جلُّ هَمِّّه من الحِمَى, وأهلِ الحِمى , وشهيدٌ بذلك - لمن يَحتاج إلى شَهيد  سؤالُه ذلك الزَّخَّارُ بالعاطفةِ اللاهبةِ قائلاً: فهل يَسألَنْ عني الحِمَى كيفَ حالِيا؟

    والشاعر هو الصِّمَّةُ بنُ عبدِالله القُشَيْرِي، وهو بدَويٌّ من عَصْر بني أميَّة، هَوِىَ امرأةَ من بناتِ عمّه, وأبَى عمُّه تزويجَها إياه,  وزوَّجَهُ قومُه امرأةًَ غيرَها, فلم يلبثْ أن تركها مُهاجِراً إلى الشام، وقِيلَ إنَِّه خرجَ غازياً إلى بلاد الدَّيلَم فمات بطَبَرِسْتان.

    وأروعُ شعرِه وأشهرُه هو عينيَّتُه المعدودةُ في باهراتِ القصائدِ, بصِدْقها المُؤَثِّر وعاطفتِها المشبُوبة ومُوسيقاها الحزينةِ المهموسة. ومنها يقول:

    حننتُ إلى ريّا،ونفسُك باعدتْ

    مزارَك من رَيَّا،وشَعباكُما معا!

    فما حَسَنٌ أِنْ تأتيَ الأمرَ طائعاً

    وتجزعَ أنْ داعي الصَّبابةِ أَسْمَعا

    كأنَّك لم تَشهَدْ وَداعَ مُفارقٍ

    ولم تَرَ شعبَىْ صاحِبَيْنِ تَقطَّعا

    وأوَّلُ ما يُشار إليه من هذه الأبيات، هو ذلك الأُسلوبُ الفنيُّ الجميلُ من أساليب التَّعبير، وهو( التَّجريد) فالشاعر لا يُعَبِّر عن نَفسِه وخواطرِها بأُسلوب المتكلِّم, بل بأُسلوب المخاطَب, وكأنَّه جرَّد مِنْ نَفسِه شخصاً آخَرَ, يَتَوجُّه إليه بالخطاب، وليس أنسَبُ لمعْرِض الكلام وفَحواه, في الأبيات، من هذا الأسلوب، لأَنَّ مَدار الكلام فيها على لَوْم الشاعر لنفسه, وإنحائِه عليها بالتَّثريبِ وتَضْعيفِ الرأي. والشاعرُ –أو ذلك الشخصُ المخاطَب- مُسْتَحِقٌ للملام، أشد الملام, لأنه ذهب مُهاجِراً إلى أقاصِي البلاد، تاركا موطنَهُ, و ملعبَ صِباه، فها هو ذا اليومَ مِنْ (رَيّا) وديارِ(رَيّا) بحيثُ يَبْعُد المَزار, ويَعِزُّ الّلقاء, تَعْصِفُ به الحُرَقَ واللَّوعات, وتُذِيبُه من الأشواقِ نارٌ لا تَخمُد ولا تَهْمُد , ومن النَّدامة والحسَراتِ آلامٌ لا تَهْدَأ, وقد فعَل بنفسه ما فعَل طائعاً مختاراً , فما لَهُ اليومَ يَقْتَاتُ بالتَّحنانِ والجزَع, ويَنامُ على مثْل جمرِ الغَضا من الأسَفِ والَّلهَف, وكأنَّه لم يرَ قطُّ وداعَ اثنَيْنِ بينهما هَوًى,ولا فراقَ صاحبَيْن تَبدَّد منهما الشَّملُ الجميع.

    والشاعر هنا إنما يُغالط في الحقائقِ نفسَه, فمسافةُ البُعْد سحيقةٌ, بَيْنَ أن يشهَدَ فراقَ متفارقَيْن, و وَداعَ متعاشقَََيْن, وأنْ يكونَ هو نفسُه أحد هذَيْن, وهو لا يَجهل اْلفرقَ بين رؤية الجمْر، والتقلُّبِ عليه, أو مَشْهَدِ العَلْقم، وتجرُّعِه, كلَّ إِصباح وإمساء , وفيما بينَهما مِنْ الآناء, ولكنَّه الإمعانُ في تَعذيب النَّفس إنْ شئتَ، أو محاولةُ خداعِها عن ذلك الفََرْق بين الحالَيْن إن شِئْتَ.

    وبعدُ يا فتَى الفِتْيان، فإنَّ هنا موضعاً لتَحقيقِ نِسْبَةِ بَيْتٍ يُدْخله الرُّواة – أو بعضُهم- في أبيات شاعرِنا الصِمَّة القُشَيْرِيّ، وهو :

    بكَتْ عيني اليُسْرَى فلما زجَرتُها

    عن الجهلِ بعد الحِلْم أَسْبَلَتا معا!

    والمشكلةُ في تفسير البيت ماثلة ناطقة , إنْ أقررنا نسبةَ البيت إلى الصِمَّة, إذ كيف يبكي أَوَّلاً بعَيْن، ثم مِنْ بعدُ بالاثنَيْن؟ ولكنَّ المشكلة تَنجلِي, والخفاءَ يتَّضح، إنْ وضعنا البيتَ موضعَه من قصيدةٍ أخرَى, هي للشاعر (مُتََمِّم بنِ نُوَيْرَة ) في رثاء أخيه (مالكِ بنِ نُوَيْرَة) وهي قصيدةٌ على وزن قصيدة الصِمَّة وقافيتِها، وقد كان (مُتَمّم) ذا عينٍ عَوراء أو كما تقولُ العربُ في كِنايتها الراقيةِ المهذَّبة :كان ممتّعاَ بإحدَى عينَيْه - وقد قيلَ إنَّه بكَى أخاه أشدَّ بكاء، حتى دمَعَت عينُه الذاهبة، ولا مِرْيَةَ قطُّ عندي – يا فتَى الفِتيان- فيما جلَوتُ عليك من مَقالٍ في هذا البيت, وقد سهَّل خَطأَ الرواة في نسبَتِه إلى الصِمَّة, ما أسلفتُ و لك من اتفاق القصيدتَيْن الرائعتين في الوَزْن وفي القافية, وأزيدُك هنا اتفاقََهما في التَّعبير عن الأَسَى والجزَع, على اختلاف السبب والباعث. وأرْجَحُ الظنِّ أن العامريَّةَ الأثيرة قد كان تزوَّجها من الناس مَنْ سار بها نَحْو اليَمَن, فإنَّ الصِّمَّةَ يقول مخاطباً صاحبَيْه, أو صاحبَه المفرَدَ مُثنّياً له على عادة العربِ الأقدمين, وقد لاماهُ لشدَّة جَزَعِه و وَهَن جلده:

    ألا يا خليليْ الَّلذَيْن تواصَيا

    بِلوْمِي، إلا أنْ أُطيعَ وأَسْمَعا!

    قِفا، إنه لا بُدَّ مِنْ رَجْعِ نَظرةٍ

    يَمانِيَةٍ، شَتَّى بها القومُ أو مَعا!

    وأَرْجَحُ الظَّنِّ كذلك أنَّ صاحبَيْه ذَيْنِكَ كانا يُرافقانه في رحلته تلك التي خرَج فيها مُغاضِباً لقومه، مُهاجِراً عنهم إلى حيثُ هاجرَ من بلاد الشام, أو طَبَرِسْتان، بدليلِ قولِه بعدُ من قَصيدتِه:

    قِفا ودِّعا نَجْداً، ومَنْ حَلَّ بالحِمى

    وقَُلَّ لنَجْدٍ عندنا أَنْ يُودِّعا!

    وقوله قبل:

    قفا، إنَّه لا بدَّ من رَجْع نظرةٍ

    يمانيةٍ، شَتَّى بها القومُ أو مَعا!

    ويمكن أن تكون هذه النظرةُ اليمانيةُ – غيرَ ما أسلفناه- نظرةَ لوعةٍ واشتياقٍ تلقاءَ الجَنُوب, أي نَحْوَ نَجْد، بعدَما أَبْعَدَ هو ورفقتُه في المَسِير نحو الشَّمال، أي تُجاهَ الشام.

    ثم استمعْ بعدُ- يافتَى الفِتْيان- إلى هذا الغِنَاءِ الجميل، المتْرَع بالشَّجا المُطْرِب, أو الطَّرَبِ الشَّجِيّ، يُنَغِّمه لنا الشاعر, وهو يُخْطِر على بالِه / مُسْتَحضِراً ومُتَذكَِّراً أروعَ مناجاةٍ وأعذبَها، كانت بينَه وبين المحبوبةِ في سُوَيعات الّلقاء قبل أن تَعصِفَ به وبها رياحُ النَّوى الشَّطُون. يقول:

    أما وجَلالِ اللهِ ،لو تَذكُرينَني

    كذِكْرِيكِ، ما كفكفْتِ للعَيْنِ مَدْمَعا!

    فقالت:بلى واللهِ ذكْراً لَو أنّه

    يُصَبُّ على صُمِّ الصَّفا لَِتَصَدَّعا!

    ولمَنْ شاء أن يُقارنَ بين الذِكرَيْن, أو القَّدْرَيْنِ :قَدرِه عندَها وقدرِها عندَه ! أمّا أنا فلشدَّ ما يرُوعُني ويَملِك على لُبّي وحِسّي قَسَمُه بجَلال اللَّه، في فَخامتِه ورَوْعتِه حتى لََيُوشِكُ أنْ يُلْمِسَنِي الصِّدق لمساً، فيما أقسَمَ عليه.

    ونمضي مع الصِّمَّة في طريق رحْلتِه أو ذكْرياتِ رحلته، وهو يقطع السَّباسبَ والفَلَوات، ويُصْعِدُ في الثَّنِيّات والشِّعاب ثم يَهْبِطُ منها إلى السُّهول والبطاح، حتى إذا تَرك وراءَه الجبل المسمَّى (بِِشْراً) فصار حائلاً بينه وبين ديار مَنْ أحبَّ, جعَل يَصْغُو بعُنُقه ملتَفِتاً وراءَه المرَّةَ بعد المرَّةَ, والكرَّةَ بَعْدَ الكرَّة، مُعانِقاً بعينَيْه ما قد غاب، أو أَخذ يَغيبُ عن مدَى بَصَرِه قليلاً قليلاً، حتى غَدا في التِباسِه على النظر سراباَ أو شِبْهَ سَراب. ولم يَزَلْ يُدِيمُ الالتفاتَ وراءَه ماضياَ في مَسِيره حتى أَوْجَعَهُ عنُقُه فَرْطَ التِفات. وَلْنَسْتَمِع إليه يقول :

    ولما رأيتُ (البِِشْر) قد حالَ بينَنا

    وجالتْ بناتُ الشَّوقِ في الصَّدر نُزَّعا

    تلفَّّتُّ نحوَ الحَيِّ، حتّى وجدتُّنِي

    وُجِعْتُ مٍن الإصغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا!

    واللِّيتُ: صَفْحَةُ العُنُق والأًخْدَعُ :عِرْقُ بعًيْنِه فيه, ولا مُنْتَهى لجمال قوله( وجالَتْ بناتُ الشَّوقِ في الصَّدْرِ نُزَّعا ) إذ جعَل للشَّوق بناتٍ يَخْتَلجْنَ في الصَّدر، و يَضْطَرِبْن. أما قولُه «نُزَّعا» فممّا يَحتَمِل في الإبانة عن روعته كثيرَ كلام.

    هذا وقد جاء الشَّريف الرَّضيّ، مُوسيقارُ القَرْنِ الرابع الهِجْري بمثْل قولِ الصِّمَّة القُشَيْرِيّ وذلك أبياتُه:

    ولقد مررتُ على ديارِهمُ

    وطُلولًها بيد البِِلَى نَهْبُ!

    ووقفتُ حتى ضجَّ من لَغَب

    نِضوِي، ولجّ!َ بعَذْليَ الركبُ!

    وتلفَّتَتْ عيني، فمُذْ خَفِيَتْ

    عنّي الطُلولُ تلفَّّتَ القلبُ!

    وليس يَخْفَى أَثَرُ الحضَارة والثَّقافة في تَلَفُّّتِ «الشّريف» أوَّلاً بعَيْنِه لا بعُنُقِه، ثم تَََلَفُّتِه مِنْ بَعْدُ بقَلْبه حينَ غابتْ الأَطلال، فلَمْ يَبْق لرؤية العَيْن مَجال.

    أمّا ختامُ أبياتِ الصِمَّة فبيتان هما من أَسْيَر الشعر ذكراَ , وأشهَرِه شهرةً بيْنَ أهلِ الأدَب، حتى إِنَّهما لَيجريان مَجْرَى الأمثالِ في الحنين إلى الماضي، والشوقِ إليه، والحسرةِ عليه، ثم في اليأسِ منه، والاستراحةِ عنه إلى الدَّمع السَّخين، حين ينقطع الأَملُ في كرّ السنين، يقول الصِمَّة:

    وأذكُرُ أيامَ الحِمى ثم أنْثَنِي

    على كبدي من خَشْيةِ أن تََصَدَّعا!

    وليستْ عَشِيّاتُ الحِمَى بِرَواجِعٍ

    عليكَ ، ولكن خَلِّ عينيك تَدْمَعا!

    الشعر نغم

    هذه أبيات نادرة النظير في الشعر الجاهليِّ سلاسةً وعذوبة، وهي للمُرقّّشِ الأكبر عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ مالك، في (أسماءَ) ابنةِ عَمِّه، وكان لها عاشقاً ، فتزوَّجها في غَيْبته رجلٌ من قبيلة (مُراد) وسار بها إلى قومه, يقول المُرَقِّش:

    قُلْ لأسماءَ أَنْجِزي الميعادا

    وانْظُري أنْ تُزوِّدي منكِ زادا

    أَينما كنتِ أو حَلَلتِ بأَرضٍ

    أو بلادٍ، أَحيَيْتِ تلكَ البلادا

    إن تَكُونِي تَرَكْتِ رَبْعَكِ بالشَّامِ

    وجاوَزْتِ حمْيرَاً ومُرادا

    فارْتجِي أَن أَكونَ منكِ قريباً

    فاسْألي الصَّادِرِين والوُرَّادا

    وإذا ما رأَيْتِ رَكْباً مُخِبِِّيـنَ

    يَقُودونَ مُقْرَباتٍ جِيادا

    فَهُمُ صُحْبتِي على أَرْحُلِ المَيْـسِ

    يُزَجُّونَ أَيْنُقاً أَفْرادا

    وإذا ما سمَعتِ من نحوِ أَرضٍ

    بِمُحِبٍّ قد ماتَ أَو قِيلَ كادا

    فاعْلَمِي غيرَ عِلْمِ شَكٍّ بأَنِّي

    ذاكِ، وابْكِي لِمُصْفَدٍ أَنْ يُفادى

    الميس :خشب تصنع مه الرحال والأينق جمع ناقة

    والمصفد: المقيد

    كليمات في اللغة

    الصواب أن يقال دُوَّامة الحياة او دُوَّامة الشَّواغل بضم الدال ولا يقال: دَوّامة بالفتح.

    يُفهم أن يُقال: تَمَّ بناءُ البيت مثلاً كما نفهم أن يُقال: بُنى البيت(بالبناء للمجهول) إن كان المراد محضَ الإخبار عن حدوث البناء لا الإخبارعن اكتمال مراحلِه، ولكنَّ غيرَ المفهوم هو ما عَمَّ البلاءُ به في كلام المحْدَثين من تركهم استعمالَ الفعلَ المبنيِّ للمجهول حيث يجب او يحسُنُ استعمالُه واستعاضَتِهم عنه بالفعل(تََمَّّ) حتى حين لا يَحتمل الحدثُ النقصَ ثُمَّ التمام،أو حينَ احتمالِه ذلك ولكنَّ الإفادةَ به تكونُ مقصودة كقولهم: تَمَّ اعتقالُ السارق في داخل البيت بدلاً من اُعتُقِل السارق وكقولهم : (وقد تَمَّ إبلاغُ المسئولين) بدلاً من ( وقد أُبلغ المسئولون). ومِثلُ الفعل تمّ الفعلُ (جرَى) فهم يستعملونه في غير موضعه بديلاً من الفعل المبنيِّ للمجهول كقولهم: وقد جرَى إبلاغُ المسئولين.



    بطاقة ..

    خلجات النفوس

    المثقف ودوره الموءود

    حينما مثل جاليلو أمام محكمة دينية بتهمة الهرطقة كانت  تلك البداية التي تحققت من خلالها سلطة المثقف كسلطة ثالثة بين السلطة الزمنية المتمثلة في الملك والسلطة الدينية المتمثلة في الكنيسة  أو فلنقل أنها كانت سلطة موازية لهما .  لقد ثبت وعلى نحو موازٍ أيضاً ومنذ عصر التنوير ذاك أن التغيير منوط بتأثيرات كامنة في العقل الجمعي للمجتمع المعني وهي أدوات ذات قدرة على إنتاج الحراك ودفعه إلى وجهات مرسومة أو متطلع إليها. المثقف بذاته حالة تختزن في داخلها مردود التراكمات والتجارب وتفاعلاتها بما يمكنه أن يكون عنصر دفع وابتدار يتقدم على الراهن السائد وهي الرؤية التي تجعل منه مصدر إلهام وريادة ذات تأثير دافع و بالوسع ذكر أمثلة شديدة السطوع. فما من مؤرخ يستطيع أن ينكر دور فكتور هوغو  وكتابه العقد الاجتماعي في إرساء مبادئ الثورة الفرنسية وقبل ذلك إلهامه للجموع بوجهة الحراك الثوري وتراكمه في الوجدان الشعبي . من الأمثلة أيضاً ارتباط تروتسكي بالثورة الروسية وتعميق الرؤية بالواقع المزري ومسبباته في روسيا القيصرية. إن خلق المناخ المؤات لحراك التغيير ليس الميدان الوحيد للمثقف المتفاعل مع واقعه ولكنه قد يتخطى دوره التنويري إلى دور أكثر ارتباطاً بالقيادة الفعلية وهو دور يجد الكثير من الترحاب في عالمنا الحديث. لا نستطيع أن نشير إلى الهند الحديثة دون ذكر نهرو وأثره الضخم في الخروج من الجسد المريض الذي خلفه الاستعمار البريطاني الحاذق في القارة الهندية . وفي الثورات أمثلة أخرى لا تذكر إلا مرتبطة بقادة مزجوا بين القيادة التطبيقية والتنوير والإلهام  فهناك عمر المختار في ليبيا ومحمد شامل في آسيا الوسطى والأمير عبد القادر في الجزائر وابن فودة في غرب إفريقيا. ولا يستطيع المرء أن يتحدث عن المقاومة في مصر دون ذكر الأفغاني والكواكبي أما سعد زغلول فهو المثال المجسد للزعامة الملهمة . لقد كان سعد زغلول مجرداً من كل أثر من الخلفيات التي تصنع زعيماً في الشرق الأوسط من قبيلة أو طائفة أو معتقد ديني عدا ثقافته وتأثيرة الكاريزمي ورغما ً عن ذلك كان رمزاً ملهماً للمجتمع المصري المعقد والمركب من متنافر المكونات  والأصول والأعراق والمعتقدات.

    من الغريب ألا يلحظ الأثر الواضح لاتحاد وظيفتي المثقف والسياسي رغم تواتر الأمثلة ورغم جدواها التاريخية البارزة. لولم يكن لنكولين على سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية من كان سيكون قادراً على إقناع الشماليين بخوض حرب طاحنة ومفزعة إلى أقصى حدود الإفزاع من أجل مبدأ مجرد كتحرير العبيد. لو لم يكن تشرشل رئيساً لوزراء بريطانيا هل كان بمقدور بريطانيا الصمود في وجه الهجوم الهتلري الكاسح و مكائده الاقتصادية الماكرة .

    إن المثقف بوظيفته الفاعلة سيظل هدفاً سلطوياً مستداما ليحال بينه وبين دوره المؤثر الخطر وليبقى دون دائرة الفعل والتأثير ولتمحق مقدراته و تسحق سحقاً لا هوادة فيه.

    علي حسن نجيلة



    الفلسفة والشعر والحكمة :

    وقفتان مع ابو العلاء المعرى (1—2)

    صلاح  عبد الله نور الدين

    شغل ابو العلاء المعري كتيرا من النقاد والادباء العرب ولفت انظار كثير من الشعراء في عصره وفي العصور الحديثة والوسطى والمتمعن في شعره العميق يلاحظ فلسفته ورايه في الحياة وان كان جليا لبعض اهل الخواطر الحاضرة والبديهة السريعة ففي هذه العجالة نقتطف شذرات من شعره القوي والرصين بعيد المعاني الواضح في ميله للحكمة والعبر والنصائح هذا بوجه عام وفي شعره عبارات وكلمات اخريات احتسبها عليه بعض النقاد انها حشرته في زمرة المتزندقين والجماعات الملحدة وهي وقفات تحتاج الى تانٍ وتدقيق لان شعره يعبر به عن رأيه ورؤيته ومزاجه الخاص فتارة يتسم بالصفوة وحضور الايمان وتارة يفلت من قيود الاسلام حسب اقوال بعض الفقهاء وهذا بحر خضارم ليس لي فيه ما يعينني على الغوص فيه وهياك معي اخي القارئ الكريم الى هذه الشذرات من شعره يقول في بعض قصائده التي تحريت منها   شعر الحكمة فيما انشد بهذه التوجيهات التي لا يتصف بها الا الرجل الهمام وفيها إشارات واضحات عما يجيش في نفس ابي العلاء في ذلك الزمان المشتعل بالحراك الشعري والأدبي عموما

    أركع لربك في نهارك وأسجد

    ومتى أطقت تهجدا فتهجد

    وإذا غلا البر النقي فشارك

    الفرس الكريم وساو طرفك تمجد

    وأجعل لنفسك من سليط ضيائها

    أدما ونزر حلاوة عنجد

    وارسم بفخار شرابك لا ترد

    قدح اللجين ولا إناء العسجد

    يكفيك صيفك من ثيابك ساتر

    وإذا شتوت فقطعة من برجد

    أنهاك أن تلي الحكومة أوترى

    حلف الخطابة أو إمام المسجد

    وذرالإمارة واتخاذك درة

    في المصر يحسبها حسام المنجد

    تلك الأمور كرتها لأقارب

    وأصادق فابخل بنفسك أو جد

    ولقد وجدت ولاء قوم سبة

    فاصرف ولاءك للقديم الموجد

    ولتحل عرسك بالتقي فنظامه

    أسنى لها من لؤلؤ وزبرجد

    وانزل بعرضك في أعز محلة

    فالغور ليس بموطن للمنجد

    لعلك أخي القاري وقفت معي في قوله

    وإذا غلا البر النقي فشارك

    الفرس الكريم وساو طرفك تمجد

    ولاحظت المعنى العميق والبعيد في إتخاذ الخلة من البر النقي والذي إذا غلا عنك فليس لك عزاء سوى الفرس الكريم ولطالما انت تنشد العزة والرفعة فساو طرفك تمجد  ومساواة الطرف تعني غضه عن أعراض المسلمين وهي الصفة الحميدة التي أمر الله بها عباده المؤمنين الذي شهد لهم الله بالإيمان بفعل هذا الأمر وإن كان فعله يكشف عن درجات الناس في إيمانهم وإمتثالهم بأمر الله عز وجل كما في قوله تعالي ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون )

    وفي ذلك يقول عنترة بن شداد العبسي في أروع صور العفة عن أعراض الناس وذلك قبل الإسلام ففي عهد الإسلام أصبح هذا الغض واجبا لمن أراد المجد له ولأسرته يقول عنترة

    داري ودار الجار واحدة

    وإليه قبلي ينزل القدر

    ماضر جار قط أجاوره

    إن لم أكون لداره ستر

    وأغض طرفي إن بدت لي جارتي

    حتى يواري جارتي الخدر

    وعنترة هذا يسبق ابو العلاء في شعره هذا والذي يربط بينهما فاسم غض البصر وحسن الجوار والمعاملة التي أنزلها أهل الجاهلية وصدر الاسلام محلها وأوشكت ان تتلاشى في مجتمعنا الاسلامي الحاضر الذي يهتم بحداثة الغرب وحضارتها التي تذهب به الي مهب االريح ومهابط الغور ومأوى الرذيلة الذي كرهه أهل الجاهلية فكيف يرضاه أهل الاسلام اليوم ؟؟؟ وفي هذه الابيات التاليات نلاحظ  أيها القارئ الفطن كيف وقر الزهد في نفس ابي العلاء المعري من الإسراف في متاع الدنيا وهو يهدي اليك اجمل الوصايا من الإفراط في التبذير والبذخ في المأكل والمشرب والملبس في زمانهم وتذكر فرق الليل والنهار بين متاعهم ومتاع الدنيا اليوم وقد بسطت النعم وتبدلت الأحوال ولكن هل من يرعوي ؟؟؟ وقد باع الناس الآ خرة بعرض من الدنيا وأصبح الهم الكبير هو التنافس في الدنيا ومراكز الحكم والسلطة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها ونرى ان ابو العلاء غلا في إعتزالها حتى من ان يكون في حلف الخطابة أو إمام المسجد وكذلك يقول ان من يتخد الامارة في الامصار ليس الامارة بالحسام المنجد

    وارسم بفخار شرابك لا ترد

    قدح اللجين ولا إناء العسجد

    يكفيك صيفك من ثيابك ساتر

    وإذا شتوت فقطعة من برجد

    أنهاك أن تلي الحكومة أوترى

    حلف الخطابة أو إمام المسجد

    وذرالإمارة واتخاذك درة

    في المصر يحسبها حسام المنجد

    حتي قال ان تلك الامور قد كرهها للاقارب والاصدقاء الذين احبهم في اشارة الى بقاء الصداقة معه لمن استفاد من تلك الاشارات ولمن وجد السبة من ولاء قوم والاهم بسبب المنافع والمصالح الرخيصة وما اكثرهم هذا الزمان فهم يواجهون بالسب والاذلال ويتمادون في ولائهم الرخيص لانهم قد فقدوا كل غال وثمين ولم يبقَ لهم إلا الابتذال في الاشياء حمانا الله واياكم أيها القراء الكرام

    تلك الأمور كرهتها لأقارب

    وأصادق فابخل بنفسك أو جد

    ولقد وجدت ولاء قوم سبة

    فاصرف ولاءك للقديم الموجد

    فصرف الولاء للقديم الموجد بحسبه حفظ ماء الوجه من الاذلال والمهانة وفي ختام قصيدة ابي العلاء يقول ولتكن حلاوة عرسك بالتقوى فإنها أجل الزينة للمرأة حتى أنها تكسبها نورا ووضاءة وسنا أكمل هالة من اللؤلؤ وحلي الزبرجد وأتم أبياته بأن ينزل المرء بعرضه  أعز منازل الكرامه وتلك لعمري مرامي أهل النفوس الكبيرة والهمم العالية

    ولتحل عرسك بالتقى فنظامه

    أسنى لها من لؤلؤ وزبرجد

    وانزل بعرضك في أعز محلة

    فالغور ليس بموطن للمنجد

    وحتى نلتقي في الوقفة الثانية القادمة ان شاء الله نترككم في رعاية الله وحفظه من شر الابتذال ومواطن الغور والذل والهوان الذي يقول فيه الامام الشافعي رضي الله عنه

    قنعت بالقوت من زماني

    وصنت نفسي عن الهوان

    خوفا من الناس ان يقولوا

    فضل فلان على فلان

    والي اللقاء ان شاء الله تعالى